تشير تصريحات المسؤولين الروس والأمريكان الأخيرة حول تطورات الأوضاع في سوريا إلى أن المرحلة المقبلة ستركز على مسار الحل السياسي، بعد تأكيد الطرفين على توقف العمليات القتالية الرئيسية في البلاد.
وجاءت التصريحات الأمريكية على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا جيمس جيفري في 4 تشرين أول الجاري في مقابلة مع (معهد بيروت)، حين قال إن “بشار أسد لايأخذ أراضي جديدة في سوريا، وعليه أن يتأقلم على ذلك” مؤكداً أن “بلاده ستحرص على بقاء الأمور على ما هي عليه، حتى الوصول إلى عملية سياسية تنقذ الشعب السوري وتوفر الأمن للبلدان المجاورة” على حد تعبيره.
من جهته اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصريحات لجريدة (ترود) الروسية أن “الحرب انتهت فعلا في سوريا (مع بقاء بؤر صغيرة في إدلب وشرق سوريا) وأن المقام الأول حاليا هو لتقديم مساعدات إنسانية شاملة ودفع العملية السياسية لحل الأزمة لتحقيق استقرار موثوق وطويل الأجل في هذا البلد عبر العملية الدستورية وبمساعدة الأمم المتحدة.”
يكاد يجمع كثير من الخبراء والمراقبين أن روسيا لاترى في سوريا سوى بشار أسد بالدرجة الأولى ونظامه بدرجة أقل، فهي استخدمت حق النقض (الفيتو) 16 مرة منذ اندلاع الثور السورية عام 2011 لإبطال كل قرارٍ أممي من شأنه أن يكفل بعض الحماية للمدنيين في سوريا ويحول بينهم وبين آلة الحرب أو يحاسب بشار أسد ورموز نظامه من مرتكبي الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية، وبالتالي فإنها لن تألو جهدا لإعادة تأهيله وشرعنته سياسيا.
لكن وحسب أكثر من مراقب ومتابع للشأن السوري، فلم تعد رسيا قادرة على إعادة تأهيل نظام الأسد، لأنه عامل حاسم في عدم الاستقرار، وفي انتظار نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، يبقى الجميع في حالة ترقب وانتظار لمعرفة الفائز وانعكاسات فوزه على القضية السورية.