تصعيد إسرائيلي في الجنوب السوري وتحركات عسكرية مقلقة

سيريا مونيتور – دمشق

تشهد المناطق الجنوبية من سوريا تصعيدًا إسرائيليًا متزايدًا، حيث توغلت قوات تابعة للجيش الإسرائيلي مجددًا في ريفي درعا والقنيطرة، مستهدفة مواقع سورية سابقة وسط ترجيحات محلية بأن الهدف هو البحث عن أسلحة.

وذكرت شبكة “درعا 24” الإخبارية أن قوة إسرائيلية دخلت قرية جملة في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، وأجرت عمليات تفتيش يُرجَّح أنها للبحث عن أسلحة. ويعد هذا التوغل الثاني خلال 24 ساعة، إذ دخلت قوة إسرائيلية أخرى إلى القرية ليلة أمس، وبقيت لساعات قبل أن تغادر. كما امتدت التحركات إلى قرية صيصون، حيث قامت القوات الإسرائيلية بعمليات تمشيط في موقع عسكري سابق.

وفي ريف القنيطرة الأوسط، توغلت قوة إسرائيلية في قرية رسم الحلبي، حيث دخلت موقعًا عسكريًا سابقًا وأجرت عمليات تجريف داخله قبل انسحابها لاحقًا.

تصعيد عسكري وبناء قواعد إسرائيلية جديدة

التصعيد الإسرائيلي لم يقتصر على التوغلات البرية، بل شهدت الأسابيع الماضية غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع في جنوب سوريا، بالتزامن مع تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة. واستولت قوات الاحتلال على مواقع استراتيجية، من بينها قمة جبل الشيخ، كما واصلت توسيع انتشارها العسكري في محافظة القنيطرة.

بالتوازي مع ذلك، تعمل إسرائيل على بناء قواعد عسكرية جديدة تمتد من جبل الشيخ إلى حوض اليرموك، حيث يتم تجهيز هذه المواقع بالبنية التحتية، بما في ذلك الكهرباء والمرافق السكنية لعناصرها، إلى جانب شق طرق تصل إلى الحدود السورية.

موقف سوري ودعوات لتحرك عربي

في ظل هذه التطورات، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتها في مساعدة سوريا على وقف الانتهاكات الإسرائيلية لأراضيها، مؤكدًا التزام بلاده باتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974 ورفضها استمرار إسرائيل في تجاهله.

وخلال كلمته أمام القمة العربية الطارئة في القاهرة، أعرب الشرع عن شكره للدول العربية على دعمها المستمر لسوريا، مشددًا على أهمية عودة بلاده إلى الجامعة العربية لتعزيز التضامن العربي.

وقال الرئيس السوري: “الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على سوريا تتطلب وقوف الدول العربية صفًا واحدًا ضد التصعيد”، مؤكدًا أن “على الدول العربية تحمل مسؤولياتها في دعم سوريا لتحقيق الأمن والاستقرار”.

تأتي هذه التحركات الإسرائيلية في وقت تتزايد فيه التهديدات بتوسيع نطاق العمليات العسكرية داخل سوريا، مما يثير تساؤلات عن الأهداف الاستراتيجية لهذه الخطوات، في ظل صمت دولي وتحذيرات من تداعيات هذا التصعيد على أمن المنطقة ككل.

Read Previous

سوريا بين “التحديات الأمنية .. والمساعي الدولية” لضبط الاستقرار

Read Next

الجيش السوري يطلق المرحلة الثانية من عمليته العسكرية في الساحل

Most Popular