سيريا مونيتور:
في خطوة تؤكد تصاعد التوتر على الحدود السورية الإسرائيلية، أجرى وزير الدفاع السوري، اللواء مرهف أبو قصرة، لقاءً مع قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك “أوندوف”. خلال الاجتماع، دعا الوزير السوري إلى انسحاب إسرائيل الفوري من الأراضي السورية التي تم احتلالها مؤخرًا. وأكد على أهمية تعزيز التعاون بين القوات السورية وقوات الأمم المتحدة لضبط التوترات على الحدود مع إسرائيل.
الأوضاع الميدانية على الأرض تثير القلق أيضًا، حيث أظهرت صور أقمار صناعية حديثة، نشرها موقع “Planet Labs PBC”، قيام الجيش الإسرائيلي بإنشاء سبعة مواقع عسكرية جديدة في الأراضي السورية. هذه المواقع تمتد من جبل الشيخ في الشمال إلى تل كودنة في الجنوب، بالقرب من المثلث الحدودي الذي يربط سوريا بالأردن. الأماكن التي شهدت إقامة هذه المواقع تشمل جبل الشيخ، حضر، جباثا الخشب، الحميدية، القنيطرة، القطنية، وتل كودنة.
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أكدت أن هذه المواقع تأتي في إطار إعادة تنظيم منطقة العزل بين سوريا وإسرائيل، في محاولة من الجيش الإسرائيلي لتعزيز وجوده في تلك المنطقة الاستراتيجية. كما نقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تستعد لإنشاء “منطقة سيطرة” تمتد لمسافة 15 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، مع “مجال نفوذ استخباري” يمتد إلى 60 كيلومترًا.
من جانب آخر، وفي محاولة للضغط الدبلوماسي، التقى وزير الدفاع السوري مع وزير الخارجية أسعد الشيباني، بوفد أممي رفيع المستوى، برئاسة السفير جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام لعمليات السلام في الأمم المتحدة. خلال الاجتماع الذي عُقد في دمشق، تم التأكيد على ضرورة تنفيذ التفويض الأممي لعام 1974، واستعداد سوريا للتعاون مع الأمم المتحدة من أجل تحسين الوضع الأمني في المنطقة، بشرط انسحاب الاحتلال الإسرائيلي الفوري.
من جهتها، أكدت بعثة “أوندوف” التزامها بمسؤولياتها في المنطقة، وأبدت استعدادها لدعم جهود إزالة الألغام والمخلفات الحربية، وتنسيق الأعمال اللازمة لضمان استقرار المنطقة الحدودية. لكن السوريون يصرون على ضرورة تنفيذ التزامات إسرائيلية واضحة لإنهاء هذا الوضع.
تُظهر هذه التطورات العسكرية والدبلوماسية تصاعدًا في تعقيد الأوضاع على الحدود السورية مع إسرائيل، مما يعكس تحديات كبيرة أمام الجهود الأممية لاستعادة الاستقرار في هذه المنطقة الحساسة.