سيريا مونيتور – نادر دبو
شهدت منطقة الكسوة بريف دمشق، مساء الأربعاء، تطوراً عسكرياً لافتاً، تمثل في تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي إنزالاً جوياً أعقب سلسلة غارات جوية مركزة استهدفت موقعاً عسكرياً في جبل المانع القريب.
مراسل سيريا مونيتور أكد أن الطائرات الحربية والمسيّرة الإسرائيلية نفذت طلعات مكثفة فوق المنطقة خلال العملية، وسط حالة من الاستنفار العسكري السوري، ومحاولات لمنع الوصول إلى موقع الهجوم حتى وقت متأخر من الليل.
ضربات تمهيدية قبل الإنزال
قال مراسل سيريا مونيتور إن الهجمات بدأت يوم الثلاثاء 26 آب، عندما قصفت طائرات إسرائيلية موقعاً يضم أجهزة مراقبة وتنصّت، كان الجيش السوري يعمل على تفكيكها، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود.
وفي السياق ذاته، أفادت وكالة سانا الرسمية، نقلاً عن مصدر حكومي، أن وحدات من الجيش السوري تعرضت لغارات إسرائيلية خلال جولة ميدانية في جبل المانع، بعد العثور على أجهزة مراقبة وتنصّت، مؤكدة سقوط شهداء وجرحى، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات العسكرية. وأضاف المصدر أن الطائرات الإسرائيلية جددت هجماتها مساء الأربعاء، تبعها إنزال جوي لم تُكشف تفاصيله حتى اللحظة.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الطائرات المسيّرة الإسرائيلية فرضت طوقاً جوياً مشدداً حول الموقع المستهدف، ومنعت أي تحرك ميداني أو إسعافي، ما يشير إلى حساسية العملية وطابعها الاستخباراتي.
استهداف مباشر للفرقة 44
من جهتها، نقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول في وزارة الدفاع السورية أن طائرة مسيّرة إسرائيلية قصفت مبنى عسكرياً يتبع للفرقة 44 قرب مدينة الكسوة، وأسفر الهجوم عن سقوط قتلى وتدمير معدات وآليات.
وقال مصدر عسكري لمراسل سيريا مونيتور إن وحدات من الجيش السوري كانت تُجري تدريبات على الأسلحة المدرعة في موقع عسكري قريب من قرية دير علي، قبيل تنفيذ الغارات، مشيراً إلى أن المنطقة كانت تشهد نشاطاً عسكرياً اعتيادياً وقت الاستهداف.
دمشق: خرق للسيادة وتهديد للاستقرار
أدانت وزارة الخارجية السورية الهجمات الإسرائيلية، ووصفتها في بيان رسمي بأنها “اعتداء سافر على سيادة البلاد”، و”انتهاك خطير للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وشددت الخارجية في بيانها على أن هذا التصعيد يأتي ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تأجيج التوتر في المنطقة، ويشكل تهديداً مباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي.