تصعيد ميداني إسرائيلي في ريفي القنيطرة ودرعا غرف عسكرية جديدة واعتقالات وتضييق متواصل على المدنيين

سيريا مونيتور – نادر دبو 

تشهد مناطق ريفي القنيطرة ودرعا الغربي خلال الفترة الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في تحركات قوات الاحتلال الإسرائيلي، تمثّل بسلسلة إجراءات ميدانية شملت إنشاء مواقع عسكرية جديدة، وتوغلات متكررة، وإقامة حواجز، إلى جانب اعتقالات واستهداف مباشر للمدنيين، ما أعاد أجواء التوتر والقلق إلى القرى المحاذية لخط وقف إطلاق النار.

تعزيزات عسكرية جديدة على تل أحمر الغربي

أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال شرعت بإنشاء غرف مسبقة الصنع على قمة تل أحمر الغربي في ريف القنيطرة الجنوبي، وسط انتشار مكثف للآليات العسكرية والدوريات الراجلة. وجرى نقل الغرف على مراحل، ترافقها حماية مشددة وتحليق لطائرات الاستطلاع، في مؤشر على أهمية الموقع بالنسبة للاحتلال.

ويُعد تل أحمر الغربي من النقاط المرتفعة التي تشرف على مساحات واسعة من القرى الزراعية والطرق الحيوية في الريف الجنوبي للقنيطرة، إضافة إلى أجزاء من ريف درعا الغربي، ما يمنح القوات الإسرائيلية قدرة أكبر على المراقبة والتحكم بالحركة في المنطقة.

غرف مسبقة الصنع لترسيخ نقاط المراقبة

يرى ناشطون أن إنشاء هذه الغرف لا يندرج ضمن إجراءات مؤقتة، بل يأتي في سياق تثبيت نقاط عسكرية دائمة، تهدف إلى فرض واقع أمني جديد. ويشيرون إلى أن الاحتلال سبق أن اعتمد هذا الأسلوب في مواقع أخرى، حيث تتحول الغرف المسبقة الصنع مع الوقت إلى نقاط مراقبة محصنة، مزودة بكاميرات وأجهزة رصد.

هذا التطور يثير مخاوف الأهالي من توسيع نطاق السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وتقييد تحركات المدنيين، خصوصًا المزارعين الذين يعتمدون على الوصول اليومي إلى أراضيهم القريبة من الشريط الحدودي.

استهداف المدنيين أثناء البحث عن الفطر

بالتوازي مع هذه التحركات، سجّلت السهول الزراعية في ريف القنيطرة حوادث استهداف مباشر للمدنيين، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل مسيلة للدموع باتجاه عدد من الأهالي أثناء قيامهم بالبحث عن الفطر البري، وهو نشاط موسمي يعتمد عليه كثير من السكان كمصدر دخل إضافي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأكد شهود عيان أن إطلاق القنابل تم دون أي تحذير مسبق، ما أدى إلى حالة من الهلع بين المدنيين، واضطرارهم لمغادرة السهول بشكل عاجل.

قنابل مسيلة للدموع تزيد معاناة الأهالي

وأفاد سكان محليون بوقوع حالات اختناق في صفوف المدنيين، بينهم نساء وكبار سن، نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، في وقت تفتقر فيه المنطقة إلى أي تجهيزات طبية كافية للتعامل مع مثل هذه الحالات. ويعتبر الأهالي أن هذه الممارسات تمثل تضييقًا مباشرًا على مصادر رزقهم المحدودة، ورسالة ترهيب تهدف إلى إبعادهم عن أراضيهم.

اعتقالات مفاجئة في بلدة جملة

في ريف درعا الغربي، وتحديدًا في بلدة جملة بمنطقة حوض اليرموك، نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال طالت عددًا من الشبان، عقب توغل بري مفاجئ. وذكرت مصادر محلية أن الدوريات الإسرائيلية اقتحمت أطراف البلدة، وفرضت طوقًا أمنيًا مؤقتًا، قبل تنفيذ الاعتقالات والانسحاب من المنطقة.

ولم تُعرف أسباب الاعتقال أو مصير المعتقلين، ما أثار حالة من الخوف والقلق بين السكان، وسط مخاوف من تكرار هذه العمليات خلال الفترة المقبلة.

توغلات متكررة وحواجز تعرقل الحياة اليومية

وتشهد معظم قرى وبلدات ريف القنيطرة ودرعا الغربي توغلات شبه يومية لقوات الاحتلال، تترافق مع إقامة حواجز مؤقتة على الطرق الزراعية والرئيسية، وتفتيش المارة واستجوابهم ميدانيًا. ويؤكد الأهالي أن هذه الحواجز تعرقل تنقلهم، وتؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية وأعمالهم الزراعية.

قلق شعبي وصمت دولي

في ظل هذا التصعيد، تتصاعد حالة القلق بين سكان المنطقة، الذين يخشون من تحوّل هذه التحركات إلى مرحلة أكثر خطورة، تكرّس وجودًا أمنيًا إسرائيليًا أوسع داخل الأراضي السورية. ويأتي ذلك وسط صمت دولي، وعجز واضح لقوات الأمم المتحدة المنتشرة في المنطقة عن الحد من هذه الانتهاكات، ما يترك الأهالي أمام واقع أمني مفتوح على كافة الاحتمالات.

Read Previous

قسد تنفذ عملية أمنية بالرقة بدعم من التحالف الدولي

Read Next

توغل دوريات للاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة الجنوبي والأوسط

Most Popular