سيريا مونيتور -دمشق
كشف تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة عن استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الجولان السوري المحتل، محذراً من تصعيد خطير في مشاريع الاستيطان ومصادرة الأراضي، إلى جانب محاولات تغيير التركيبة السكانية للمنطقة.
وأوضح التقرير، الذي تم إعداده بناءً على قرار مجلس حقوق الإنسان حول حقوق الإنسان في الجولان، أن إسرائيل لم تستجب لأي من مطالب القرار الأممي رقم 55/31 الصادر في نيسان 2024، والذي دعاها للالتزام بقرار مجلس الأمن 497 لعام 1981، الذي يؤكد بطلان فرض قوانينها وسلطتها على الجولان المحتل. كما امتنعت السلطات الإسرائيلية عن الرد على المذكرات الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بخصوص تنفيذ القرار.
وأشار التقرير إلى استمرار تنفيذ مشروع مزرعة الرياح، رغم المعارضة الشديدة من سكان الجولان، حيث تخطط إسرائيل لبناء أكثر من 70 توربيناً على مساحة 6,000 دونم. واعتبر التقرير أن المشروع يشكل تهديداً صحياً وبيئياً كبيراً، وقد يؤدي إلى تهجير قسري للسكان نتيجة تضرر الزراعة وارتفاع مستويات التلوث والضجيج.
كما وثّق التقرير تسارع وتيرة الاستيطان في الجولان، حيث أعلنت السلطات الإسرائيلية عن خطط لبناء 30 ألف وحدة سكنية جديدة ونقل 250 ألف مستوطن خلال السنوات الخمس المقبلة، إلى جانب إنشاء مستوطنات جديدة على أنقاض قرى سورية، من بينها مستوطنة “ترامب”.
ورصد التقرير أيضاً محاولات متزايدة لفرض الجنسية الإسرائيلية على سكان الجولان، إلى جانب سياسات مصادرة الأراضي بحجة عدم وجود مالكيها، واستخدام القروض الزراعية كأداة للسيطرة على الأراضي عند تعثر السداد.
وفيما يتعلق بالقطاع الصحي، أشار التقرير إلى أن إسرائيل تفرض نظاماً غير عادل على السوريين في الجولان، حيث تجبرهم على دفع أقساط تأمين مرتفعة مقابل خدمات طبية محدودة، وسط إهمال لمطالب إنشاء مستشفيات ومراكز طبية محلية تلبي احتياجات السكان.
أما في قطاع التعليم، فقد سلط التقرير الضوء على محاولات فرض مناهج عبرية بدلاً من المناهج السورية، والقيود المفروضة على مشاركة المعلمين في الفعاليات الخارجية، إضافة إلى منع الطلاب السوريين من الالتحاق بالجامعات السورية أو العودة إلى بلادهم ما لم يقبلوا بالجنسية الإسرائيلية.
واختتم التقرير بدعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل، وحماية حقوق السكان من محاولات التهجير والتغيير الديمغرافي القسري.
