تكذيب أنباء مقتل القحطاني واعترافات سرية على لسانه تنشر لأول مرة بعد تعاونه مع التحالف الدولي

سيريا مونيتور

تداولت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات قيل إنّ “هيئة تحرير الشام” سرّبتها، وتتضمن اعترافات للقيادي البارز فيها، المعتقل منذ أشهر بتهمة العمالة والتخطيط لانقلاب، أبو ماريا القحطاني.

وبعد تتبّع المصدر الرئيسي لتلك المعلومات، تبين أنها لم تصدر عن “تحرير الشام” أو الحسابات غير الرسمية التابعة لها، إنما سُرّبت عن طريق القيادي السابق في الهيئة، المناهض لها في الوقت الحالي “أبو العلا الشامي”.

وسُرّبت المعلومات بعد أيام من اتهام “تحرير الشام” من قبل حسابات مناهضة لها، بقتل “أبو ماريا القحطاني” تحت التعذيب، في حين رأى مراقبون أن اتهام الهيئة بذلك، يأتي في سياق الحرب الإعلامية التي بدأها القيادي المنشق عن الهيئة والمقرب من القحطاني “جهاد عيسى الشيخ” (أبو أحمد زكور)، خاصة أن الهيئة لم تعلق بشكل رسمي على صحة تلك الأنباء.

ماذا جاء في الاعترافات المسرّبة؟

نُشرت الاعترافات المتداولة لأول مرة بتاريخ 31 من شهر كانون الأول الماضي، من قبل “أبو العلا الشامي”، الذي ادعى أن القحطاني اعترف بتبعيته لغرفة عمليات التحالف الدولي في مدينة أربيل العراقية، برئاسة ضابط عراقي زار إدلب أكثر من مرة والتقى بالقحطاني فيها.

وبحسب ما ورد في الاعترافات، فقد أقرَّ أبو ماريا أنّه تمّ تجنيده للعمل لصالح الاستخبارات الأميركية منذ عام 2018، في حين قال الجولانيّ – وفق المصدر – إن “أبا ماريا مجنّدٌ منذ 2015 أو 2016 وقد كذب في تاريخ تجنيده حتى لا يتحمّل مسؤوليّة قتل أمراء الجماعة حينها”.

وقال القحطاني في الاعترافات المنسوبة له: “بعد الانتهاء من تنظيم حراس الدين، لم يأتِ أمرٌ من التّحالف بالعمل على هيئة تحرير الشّام، وجاءنا أمرٌ ببدء عمليات التّجنيد داخل صفوف الهيئة تمهيداً لعمل انقلابٍ داخليٍّ، والسّيطرة على الشّمال المحرّر بالقوّة ليصبح قراره خالصاً بيد التّحالف، وبدأنا بذلك منذ أكثر من عامين”.

ووفقاً للمصدر، فقد “رفع أبو ماريا قبل اعتقاله بفترةٍ تقريراً لغرفة أربيل أنّ جهاز الأمن العام أصبح معه وتحت سيطرته بعد تجنيده لمعظم قادة الجهاز، وكذلك حكومة الإنقاذ بعد تجنيده لبعض الوزراء والمسؤولين فيها، وأنّه بدأ بالتّجنيد داخل الجناح العسكريّ ويحتاج عاماً كاملاً حتى يضمن الجناح أي حتى منتصف 2024 ويكون حينها جاهزاً لبدء الانقلاب الذي سيحدث في نهاية العام”.

ولم يتسنّ التحقق من صحة الاعترافات المنسوبة لـ”القحطاني”، خاصة في ظل تكتم هيئة تحرير الشام الشديد على مصير المعتقلين في قضية العمالة، كما أنها لم تؤكد أو تنفي صحة الاعترافات المذكورة.

ما تعليق الهيئة على أنباء مقتل القحطاني؟

وفي شهر كانون الأول الماضي، نعت حسابات على تلغرام القيادي السابق في هيئة تحرير الشام “أبا ماريا القحطاني” تحت التعذيب في سجون الهيئة، على خلفية تزعمه واحدة من أكبر خلايا العملاء في تاريخ الجماعات الجهادية، في حين ما زالت الاعتقالات في صفوف الهيئة مستمرة بتهمة العمالة لتطول قياديين من الصف الأول والثاني.

أنباء مقتل القحطاني إعداماً على يد الهيئة أو تحت التعذيب تكررت عدة مرات خلال الشهر الأخير، ولم يتم تأكيد أي منها، في ظل تكتم الهيئة الشديد على مصير المعتقلين في قضية العمالة، وتنفيذها عشرات الإعدامات السرية، لمن ثبتت عمالتهم، من دون تسليم جثامينهم لذويهم.

وشكك بعض المتابعين في رواية مقتل القحطاني واعتبروا أنها جزء من الحرب الإعلامية التي يقودها القيادي “زكور” ضد الهيئة، وذلك رغبة في إثارة كتلة الشرقية داخل الهيئة ضد الجولاني، لأن القحطاني كان يعتبر متزعم كتلة الشرقية التي تضم مقاتلي الهيئة المنحدرين من محافظات دير الزور والحسكة والرقة، خاصة مع وجود مطالب متكررة من قبل عدد من قادة الشرقية للجولاني بوجوب محاكمة القحطاني علانية، وعرض التهم الموجهة إليه مع الأدلة أمام أفراد وقادة الهيئة، وإفساح المجال له للدفاع عن نفسه.

وعن مصير “القحطاني” قال مكتب العلاقات الإعلامية في “هيئة تحرير الشام” في منتصف كانون الأول الماضي، وتحديداً في 14 من الشهر نفسه (بعد انتشار نعوات للقحطاني) إنّ ما “أشيع عن مقتل القحطاني، كذب”، متهماً القيادي “زكور” بالوقوف وراء هذه الأنباء.

Read Previous

المجلس الإسلامي السوري يقدم التعزية باغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية

Read Next

متظاهرو السويداء ينعون رياض الترك في الأسبوع الـ 20 من الحراك الشعبي

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular