الرقة ـ سيريا مونيتور | إياس المحمد
شهد ريف الرقة الشمالي تصعيداً أمنياً خطيراً، عقب مقتل عنصر من ميليشيا “قسد” (قوات سوريا الديمقراطية) وإصابة اثنين آخرين، في هجوم مسلح استهدف سيارة عسكرية كانت تقلهم على الطريق الواصل بين قريتي الكالطة وخنيز شمالي الرقة.
وبحسب مصادر محلية من المنطقة، فقد فتح مسلحون مجهولون نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه السيارة، ما أدى إلى مقتل عنصر على الفور، وإصابة اثنين بجروح خطرة، نُقلوا على إثرها إلى أحد مشافي الطبقة العسكري، وسط استنفار أمني واسع أعقب الهجوم.
هذا الاستهداف يأتي بعد أيام من حملة أمنية غير مسبوقة شنتها “قسد” في أحياء مدينة الرقة وريفها، حيث اقتحمت عشرات المنازل فجراً، واعتقلت العشرات من الشبان، بتهم فضفاضة تتعلق بـ”الانتماء لتنظيمات إرهابية”، وهي التهمة التي باتت تستخدمها الميليشيا لتبرير أي اعتقال في مناطق سيطرته
منذ مطلع هذا الشهر، كثّفت “قسد” من عمليات المداهمة الليلية، خصوصاً في أحياء الرميلة، المشلب، والدرعية داخل مدينة الرقة، إضافة إلى قرى وبلدات في الريف الشمالي مثل عين عيسى وتل السمن. وشهدت هذه الحملات ممارسات وصفت بالقمعية، حيث تم ترويع الأهالي، وتخريب محتويات منازلهم، ومصادرة هواتف نقالة وأجهزة حاسوب دون مذكرات قانونية أو أوامر قضائية.
وأكد أحد الأهالي، والذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن عناصر “قسد” اقتحموا منزله في منتصف الليل، واعتقلوا ابنه البالغ من العمر 21 عاماً دون إبداء أي تهمة واضحة. “كل ما قالوه هو أنه مشتبه به.
وتشير مصادر حقوقية إلى أن قسد تعمد إلى توجيه تهمة “الانتماء لتنظيم داعش” بشكل واسع وعشوائي لتبرير الاعتقالات، خصوصاً ضد من يعارضون سياساتها أو يرفضون الانضمام إلى صفوفها، أو حتى ضد من يُشتبه بعلاقته بأطراف سياسية أخرى كعشائر عربية نافذة.
بالتزامن مع ذلك، عمدت “قسد” إلى نصب عشرات الحواجز الطيّارة في محيط الرقة وريفها، مع فرض قيود صارمة على تنقل الأهالي، خاصة في الطرق التي تربط المدينة بريفها الشمالي.
الهجوم الأخير الذي استهدف الدورية العسكرية في ريف الرقة الشمالي يعكس تزايد النقمة الشعبية ضد ممارسات “قسد”، وهو واحد من سلسلة عمليات استهداف شهدتها المنطقة خلال الشهر الجاري. وتشير مصادر مطلعة إلى وجود خلايا محلية باتت تنشط في مواجهة هذه الانتهاكات، بعضها محسوب على أطراف عشائرية، وأخرى غير معروفة التوجه.
ملحوظة: تتوفر لدى “سيريا مونيتور” شهادات موثّقة لأهالٍ تعرضوا للاعتقال التعسفي أو تم تفتيش منازلهم ، وسيتم نشرها في تقارير لاحقة ضمن ملف خاص حول واقع الانتهاكات في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد شمال شرق سوريا.