كثفت الحكومة التركية تصريحاتها بشأن منطقة شرق الفرات خلال الأيام الماضية، تمهيداً لشن أي عملية عسكرية محتملة ضد ميليشيا “قسد” في سوريا.
وجاءت التصريحات من قبل مسؤولين كبار في الدولة التركية في مقدمتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي هدد بشن عملية عسكرية شرق الفرات، في حال عدم تنفيذ الاتفاق مع روسيا وأمريكا الذي يقضي بانسحاب ميليشيا “قسد” من الحدود التركية.
وقال أردوغان قبل يومين إن “المناطق التي تحوي إرهابيين في سوريا، إما أن يتم تطهيرها كما وعدنا، أو نذهب ونفعل ذلك بأنفسنا”.
وأعقب تصريح الرئيس التركي بساعات تهديد جديد، على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم الذي أكد أن “تركيا لديها حق التدخل في أي لحظة ضد “بي كا كا” أو أي كيان تابع لداعش في سوريا والعراق أو أي مكان آخر، وقد يكون هناك تدخل في أي لحظة”.
وأضاف قالن في مقابلة مع قناة “خبر7” أن “الاتفاقيتين اللتين أبرمتهما تركيا مع روسيا والولايات المتحدة تتضمنان عبارة تركيا تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس والتدخل ضد أي كيان إرهابي، وهذا البند يمنح تركيا حق الدفاع عن نفسها والتدخل في المنطقة”.
أما التصريح الأخير كان على لسان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الاثنين، بقوله، “للأسف بعض حلفائنا يدعمون مسلحي حزب العمال الكردستاني”.
وطالب جاويش أوغلو من حلفائهم أن “يتوقفوا عن دعم الإرهابيين” في إشارة لمليشيا “قسد” التي تعتبرها أنقرة جزءا من “حزب العمال الكردستاني”.
وإلى جانب ذلك بدأ الإعلام التركي بالحديث عن احتمال التدخل في أي لحظة في شرق الفرات، إذ عنونت صحيفة “يني شفق” مقالتها، اليوم، “تركيا قد تتدخل هناك في أي لحظة”.
وتأتي التصريحات في ظل أنباء عن زيادة التحصينات العسكرية على الحدود التركية- السورية، وعدم مفارقة طيران الاستطلاع فوق الحسكة والقامشلي.
وكانت تركيا أطلقت عملية عسكرية بمشاركة “الجيش الوطني” السوري تحت مسمى “نبع السلام” في تشرين الأول العام الماضي، ضد ميليشيا “قسد” بهدف إقامة منطقة آمنة.
وسيطرت القوات التركية على مساحة تقدر بطول 145 كيلومترًا وعمق 30 كيلومترًا، بحسب تصريح سابق لوزير الدفاع التركي خلوصي آكار، قبل أن تعلق أنقرة العملية العسكرية بعد توصلها مع واشنطن إلى اتفاقية تقضي بانسحاب ميليشيا “قسد” من المنطقة.
وتبع ذلك اتفاق مماثل مع روسيا في مدينة سوتشي في 22 من الشهر نفسه، نص على إجبار “قسد” على الانسحاب من المنطقة.
إلا أن “قسد” حتى اليوم لم تنسحب من الحدود التركية، في ظل تعزيز تحصيناتها العسكرية عبر حفر الأنفاق وحشود عسكرية.
وأكد أروغان أن “أولئك الذين لا يصدرون صوتًا ضد التنظيمات الإرهابية لم يتمكنوا من إبعادنا عن طريقنا ولن يتمكنوا من ذلك”.