“جدل الانضمام: اشتراطات “قسد” وموقف دمشق تجاه الجيش السوري الجديد”

سيريا مونيتور..

يثير الخلاف بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة، وحكومة دمشق الجديدة حول شروط انضمام قسد إلى الجيش السوري تساؤلات متعددة، وسط توتر متزايد في شمال شرقي سوريا.

شروط قسد والرفض السوري
قسد تطالب بالانضمام إلى الجيش السوري ككتلة عسكرية متماسكة، فيما ترفض دمشق هذا المطلب وتصر على دمج عناصر قسد بشكل فردي. وصرح وزير الدفاع في الحكومة السورية الجديدة، مرهف أبو قصرة، بأن الاحتفاظ بتكتل عسكري مستقل داخل القوات المسلحة أمر غير مقبول، متهماً قائد قسد مظلوم عبدي بالمماطلة في المفاوضات.

من جانبها، أكدت قسد أن مطلبها يهدف إلى الحفاظ على خصوصيتها ومكتسباتها التي تحققت خلال قتالها تنظيم الدولة. كما أشارت مصادر مقربة منها إلى أن قسد تمتلك أسلحة متطورة أمريكية الصنع تجعلها قادرة على حماية مناطق شمال شرقي سوريا.

الموقف السياسي والعسكري
زكريا ملاحفجي، أمين “الحركة الوطنية السورية”، أشار إلى أن مطلب قسد للحفاظ على كيانها يخلق تحديات في سوريا، داعياً إلى إعلان تبعيتها لوزارة الدفاع السورية قبل طرح أي مطالب أخرى. وفي المقابل، وصف السياسي الكردي علي تمي شرط قسد بأنه “تعجيزي”، معتبراً أنه يُستخدم كأداة للضغط السياسي.

تحركات عسكرية من الطرفين تزيد التوتر، حيث أرسلت “إدارة العمليات العسكرية” أرتالاً إلى مناطق التماس في ريف حلب الشرقي استعداداً لاحتمال مواجهة مع قسد إذا أصرت على مطالبها.

وفق وكالة “رويترز”، تجري مفاوضات بين أطراف دولية وإقليمية، بما فيها الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، لبحث مصير القوات الكردية. وتشير التقارير إلى احتمال التوصل إلى اتفاق خلال الأشهر المقبلة، يتضمن انسحاب بعض مقاتلي قسد من شمال شرقي سوريا ودمج آخرين تحت قيادة وزارة الدفاع السورية.

العميد أحمد بري، رئيس أركان الجيش السوري الحر سابقاً، حذر من مخاطر دمج قسد في الجيش السوري قبل حل هيكليتها العسكرية بالكامل. واعتبر أن وجود كتل عسكرية مستقلة قد يؤدي إلى تمرد أو انقلاب مستقبلي.

نبذة عن قسد
تأسست قوات سوريا الديمقراطية في عام 2015 بدعم من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة. وتتألف بشكل رئيسي من وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يُعتبر امتداداً سورياً لحزب العمال الكردستاني. وعلى الرغم من إعلانها تمثيل جميع مكونات المنطقة، يتهمها السكان العرب في المحافظات الشرقية بفرض سيطرة كردية على القرار والثروات، إضافة إلى ارتكاب انتهاكات، وفق تقارير حقوقية.

يبدو أن مستقبل قسد ودورها في الجيش السوري الجديد مرتبط بنتائج المفاوضات الجارية، وسط تصاعد التوترات والضغوط الدولية.

Read Previous

تبادل الأسرى في غزة: تفاصيل الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات ومشاهد من التسليم

Read Next

“عملية طعن في تل أبيب: ثلاثة جرحى واستشهاد المنفذ وسط تصاعد التوترات”

Most Popular