سيريا مونيتور
دانت وزارة العدل السورية الاعتداء الذي تعرّض له القاضي أحمد حسكل من قبل عناصر في الأمن العام بمدينة حلب، وأكدت توقيف المتورطين فور وقوع الحادثة، وفتح تحقيق عاجل، وإحالة الملف إلى القضاء المختص.
وأوضحت الوزارة في بيان، اليوم الإثنين، أنها تابعت القضية بشكل مباشر، حيث أجرى وزير العدل اتصالاً مع وزير الداخلية الذي أعرب بدوره عن استنكاره الشديد للحادثة، ووجّه بالإسراع في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وشدّدت الوزارة على التزامها الكامل بحماية القضاة وصون استقلال المؤسسة القضائية، محذّرة من الانسياق وراء الشائعات، موضحةً أن القاضي حسكل لم يعمل سابقاً في محاكم الإرهاب التي تم إلغاؤها.
وختمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن العدالة تُطلب عبر الأطر القانونية، داعية الجميع إلى احترام القنوات الرسمية وعدم اللجوء إلى أي تصرف خارج نطاق القانون.
رئيس قسم الصالحين في حلب يروي تفاصيل الحادثة
روى رئيس قسم الأمن في حي الصالحين بحلب، عبيدة الطحان، تفاصيل ما جرى ليلة السبت 24 من أيار الجاري، بعد ورود بلاغ بوقوع جريمة قتل في حي الشيخ سعيد. وقال إنه وجّه دورية أمنية إلى المكان، ثم توجّه بنفسه إلى مشفى الجامعة حيث نُقلت جثة القتيل.
وذكر الطحان في بيان، أنه التقى القاضي أحمد حسكل، الذي كان في مناوبة ليلية، مؤكداً أن القاضي وجّه الإهانات لعناصر الشرطة ووبّخهم بسبب البدء بإجراءات الضبط داخل المشفى قبل إتمام النقل إلى الطبابة الشرعية.
وتابع الطحان أن القاضي تحدث مع العناصر بطريقة وصفها بـ”الفوقية”، وقال لهم: “لو انتظرتم نصف ساعة لانتهت نوبتي، وبلغتم القاضي المناوب بعدي”، ما دفعه إلى التدخل لطلب الهدوء وضبط النفس، إلا أن القاضي رفض ذلك، وحدثت مشادة كلامية تطورت إلى اشتباك بالأيدي.
وقال الطحان: “رفع صوته في وجهي أمام العناصر والحاضرين من المدنيين محاولاً النيل من هيبة الشرطة، ووجّه يده إلى صدري ودفعني بطريقة غير لائقة، فصفعته، وردّ الصفعة، وحدث اشتباك بالأيدي تم فضّه من قبل العناصر”.
وتابع: “بعد أن تم الفصل بيننا، استخدم القاضي هاتفه واتصل بشخص لم أعرفه، وقال له إن عناصر الشرطة يعتدون عليه أثناء تأدية عمله، وبدأ التصعيد على الهاتف بألفاظ نابية، فوَجّهتُ تعليمات للدورية بإعادته إلى القسم”.
وأضاف: “في الطريق إلى القسم، سألته عن القضايا التي كان ينظر فيها منذ تعيينه عام 2010 وحتى سقوط النظام، فأخبرني بأنه مختص بقضايا الإرهاب المسلح وقضايا أخرى. وعند وصولنا، أمرت بوضعه في النظارة، وأبلغت المحقق بتسجيل إفادتي ونصّبت نفسي مدعياً عليه بتهمة الإساءة إلى عناصر الأمن أثناء قيامهم بمهامهم”.
وختم بالقول: “بعد ساعة تقريباً حضر المحامي العام الأول، فسلّمته القاضي حسكل، وطلبت منه أن يحدثه بشأن تغيير أسلوبه القديم، لأن هذه التصرفات ستضر به وبنا جميعاً”.
دعوات للتضامن مع الطحان وتوقف العمل في القصر العدلي
شهدت مدينة حلب دعوات للمشاركة في وقفة احتجاجية يوم غد الثلاثاء أمام القصر العدلي، تضامناً مع رئيس قسم الصالحين عبيدة الطحان، الذي تم توقيفه لاحقاً بناءً على شكوى القاضي حسكل.
ووصف ناشطون الوقفة بأنها “تعبير عن الوفاء لمن يخدمون الشعب، ورفض لقرار التوقيف الذي وُصف بالجائر”.
في السياق ذاته، أعلن عدد من القضاة في القصر العدلي بحلب، اليوم الأحد، توقفهم عن العمل تضامناً مع القاضي أحمد حسكل، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”الإهانة أثناء أداء مهامه الرسمية”.
يشار إلى أن ناشطين في مدينة حلب أطلقوا حملة إلكترونية تحت شعار “القصر العدلي عدو”، رفضاً لاستمرار وجود قضاة ومحامين داخل مؤسسة القضاء، ممن ارتبطوا سابقاً بالنظام المخلوع، وشاركوا بـ”توقيع قرارات الظلم، وشرعنة الاعتقالات التعسفية، والتغطية على جرائم المخابرات”، بحسب قولهم.