شهدت العاصمة دمشق وريفها، ومناطق سكن عائلات ضباط النظام السوري في درعا، حركة نزوح واسعة باتجاه الساحل السوري. تزامن ذلك مع نزوح سكان ريف حماة وحمص وحلب، بعد تصاعد العمليات العسكرية التي تقودها “إدارة العمليات المشتركة” ضمن عملية “ردع العدوان”. ويوم الخميس الماضي، شهد طريق دمشق-اللاذقية حركة نزوح كثيفة نحو الساحل السوري، وسط غياب خطة واضحة من قبل حكومة النظام للتعامل مع هذه الأزمة، التي وصفها بعض سكان اللاذقية بـ”يوم الحشر”.
ومع تقدم فصائل المعارضة في عملية “ردع العدوان” التي انطلقت في 27 تشرين الثاني الماضي، نزح عشرات الآلاف من سكان دمشق وريفها، بالإضافة إلى حماة وحمص وحلب، نحو الساحل السوري. وفي حين تمكن بعضهم من العثور على مأوى، وجد آخرون أنفسهم مشرّدين في الطرقات والشوارع.
ويشترك النازحون في الساحل السوري مع سكان اللاذقية في القلق من تطورات المعارك، نتيجة لانسحاب قوات النظام الذي أثّر على ثقة “المؤيدين” بقدرة الجيش على حمايتهم.
ويعاني النازحون من ارتفاع حاد في أسعار الإيجارات و”اختفاء المنازل المعروضة للإيجار”
وأعلنت محافظة اللاذقية عن وجود خمسة مراكز إيواء قيد التجهيز، بالإضافة إلى الصالة الرياضية والتي تفتقر إلى الخدمات الأساسية، باستثناء توزيع البطانيات على النازحين، بحسب “سندس”.
وفي ريف طرطوس، توجهت أكثر من ألف عائلة نازحة من حمص وريف حماة إلى منطقة مشتى الحلو، وسط غياب خطة استجابة لتلبية احتياجاتهم. واضطر بعضهم إلى استخدام صالات الكنائس كمراكز استضافة مؤقتة، في انتظار تحرك الجهات التابعة للنظام لتأمين المساعدات الإغاثية.
ويترقب سكان الساحل السوري تطورات المعارك مع اقترابها من مدنهم وقراهم بخوف شديد، رغم التطمينات التي أطلقتها غرفة عمليات “ردع العدوان”، وسط قناعة الغالبية بأن الحل النهائي لا يمكن أن يكون إلا سياسياً.