سيريا مونيتور..
أطلقت مؤسسة “كومون”، المعنية بحقوق الإنسان والديمقراطية، حملة لجمع التبرعات بهدف دعم المواطن السوري علاء الدين الحلبي (42 عاماً)، بعد أن لعب دوراً محورياً في إيقاف هجوم دامٍ وقع في مدينة فيلاخ جنوب النمسا. واستخدم الحلبي سيارته لشلّ حركة المهاجم الذي طعن عدداً من المارة بسكين، ما حال دون وقوع مزيد من الضحايا، في خطوة وصفها كثيرون بالبطولية.
تفاصيل الحادثة
وقعت الحادثة منتصف الشهر الجاري، حيث قام شاب يبلغ من العمر 23 عاماً بمهاجمة المارة بسكين في وسط فيلاخ، مما أسفر عن مقتل فتى في الرابعة عشرة من عمره وإصابة خمسة آخرين، بينهم مواطنون نمساويون وعراقي. وفيما بعد، أعلنت الشرطة عن إصابة شخص سادس بجروح طفيفة. وأكد وزير الداخلية النمساوي، غيرهارد كارنر، أن المشتبه به كان مدفوعًا بدوافع “إسلاموية”، وأنه اعتنق التطرف عبر الإنترنت خلال فترة قصيرة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء النمساوية.
دور علاء الدين الحلبي
وسط الفوضى التي سببها الهجوم، أظهر الحلبي شجاعة نادرة عندما قرر التدخل مستخدماً سيارته لإيقاف المهاجم، وهو ما منعه من الاستمرار في اعتداءاته. نتيجة لهذا الفعل البطولي، حظي الحلبي بإشادة واسعة من قبل وسائل الإعلام والشرطة النمساوية، واعتُبر بطلاً لإنقاذه أرواح العديد من الأبرياء.
ومع ذلك، منذ انتشار قصته في وسائل الإعلام، بدأ الحلبي يواجه موجة من التعليقات السلبية والتهديدات، مما جعله يفكر بجدية في الانتقال إلى مكان آخر لحماية نفسه وعائلته. وبحسب تقارير إعلامية نمساوية، فإن الحلبي، وهو عامل توصيل طعام وأب لثلاثة أطفال، لم يعد يرغب في الظهور علنًا خوفًا من الانتقام.
وبهدف تقديم الدعم له، أطلق الناشط النمساوي ومؤسس منظمة “كومون”، سيباستيان بورن مينا، حملة لجمع التبرعات عبر منصة “betterplace.me”، لمساعدته في تأمين حياة جديدة. وأوضح مينا في حديث لصحيفة “كرونه” أن “من غير المقبول أن يتعرض رجل شجاع كهذا للتهديد والاضطهاد فقط لأنه قام بعمل نبيل”.
وأشار منظمو الحملة إلى أن الحلبي خاطر بحياته لحماية الآخرين، وأنه يستحق الدعم بدلاً من المضايقات. وكتب الزوجان فيرونيكا وسيباستيان بورن مينا في وصف الحملة: “لو لم يتدخل هذا الرجل بسرعة وشجاعة، لكانت حصيلة الضحايا أكبر بكثير. لكنه بدلاً من التكريم يواجه تهديدات وإهانات، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق”.
وتهدف الحملة إلى جمع 10 آلاف يورو، وأكد بورن مينا أن كامل المبلغ سيذهب مباشرة إلى الحلبي، المعروف الآن بلقب “بطل فيلاخ”، تقديراً لدوره البطولي.
هذه المبادرة تعكس رسالة تضامن قوية، حيث تسعى الحملة إلى إيصال رسالة مفادها أن الشجاعة المدنية يجب أن تُكافأ لا أن تُعاقب، وأن من يضع حياته على المحك لحماية الآخرين يستحق كل الدعم والتقدير.