سيريا مونيتور..
بينما كان ينظر من نافذته المطلة على العاصمة الروسية موسكو، بدا بشار الأسد شارد الذهن، غارقًا في أفكاره، متأملاً النهر المتدفق أمامه. في شقته الفاخرة بإحدى ناطحات السحاب في منطقة “موسكو سيتي”، يحاول التكيف مع حياته الجديدة بعيدًا عن دمشق، التي تركها بعد سقوط نظامه في 8 كانون الأول الماضي.
وفقًا لصحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، فإن الأسد يعيش في موسكو حياة مترفة، حيث وفر له الكرملين ملاذًا آمنًا بعد أن تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإخراجه من سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد لم يأتِ وحده، بل جلب معه ثروات ضخمة تضمن له حياة مريحة، حيث تقدر الأموال التي نقلها إلى روسيا بحوالي 250 مليون دولار نقدًا، تم تهريبها عبر 20 رحلة جوية.
الاستثمار في العقارات
لم يكن انتقال الأسد إلى موسكو حديث العهد، فقد أشارت تقارير إلى أن عائلته استثمرت في سوق العقارات الروسي منذ سنوات، واشترت ما لا يقل عن 19 شقة في أبراج “موسكو سيتي”، بأسعار تراوحت بين مليونين إلى عدة ملايين من الدولارات للوحدة الواحدة. وأفاد خبير عقاري في موسكو بأن الأسد وعائلته لم يساوموا عند الشراء، بل فضلوا الشقق الأكثر رفاهية.
رغم الأمان الذي يوفره له الكرملين، إلا أن نصف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) مكلف بحماية الأسد، تحسبًا لأي تهديدات. وفقًا لمصادر أمنية، فإن هناك مخاوف من انتقام عناصر جهادية من آسيا الوسطى، الذين قاتلوا في سوريا وعادوا إلى بلادهم، حيث يمكنهم دخول روسيا بسهولة.
الأسد والأعمال التجارية
تشير التوقعات إلى أن الأسد سيتجه إلى عالم الأعمال، مستعينًا بعلاقاته وأمواله، حيث أنشأ ابن خاله، إياد مخلوف، شركة عقارية في موسكو عام 2022، يُعتقد أنها تدار لصالح العائلة. كما أن نجله حافظ الأسد، الذي أكمل دراسته في جامعة موسكو، يُنتظر أن يلعب دورًا محوريًا في إدارة استثمارات العائلة.
في موسكو، يُقال إن هناك “ناديًا” غير رسمي يجمع الحكام المخلوعين، يضم حتى الآن الأسد والرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش. وبينما يسود الغموض حول مستقبل الأسد السياسي، يبدو أن حياته في موسكو قد رُسمت لتكون حياة رجل أعمال أكثر من كونها حياة رئيس دولة سابق.
وبينما تتوالى الأحداث في سوريا، يراقب الأسد من بعيد، متابعًا بلاده التي حكمها لعقود، ولكنه لم يعد قادرًا على العودة إليها.