وذكر الموقع أن تحديد مواقع الميليشيات الإيرانية اعتمد على سوريين مستائين من الوجود الإيراني، إضافة إلى مراسلين ومصادر خاصة بعضها لبنانية، أو مقربة من ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، وقاطع المعلومات مع ما ينشره مقاتلون إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الفارسية.
وأكد الموقع الإيراني أنه سينشر مواقع الوجود الإيراني في سوريا على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى في المنطقة الجنوبية ويضيف تباعا المنطقة الوسطى ثم الشمالية.
من جهته قال الدبلوماسي السوري السابق والمقيم في واشنطن بسام بربندي لأورينت نت إن منطقة الجنوب هي استراتيجية كبرى لإيران التي تسعى لإيجاد موطئ قدم لها بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
وأضاف بربندي، الذي ساعد الموقع في تحديد نقاط التمركز الإيراني، أن الهدف من زيادة التموضع الإيراني في الجنوب استخدام إيران ورقة ضغط في حال تعرضها لحملة عسكرية أمريكية إسرائيلية، ولتقوية موقف إيران في أي محادثات قادمة بخصوص الملفات العالقة مع الغرب.
وبحسب الخارطة التي اطلعت عليها أورينت نت ولخصتها، بلغ عدد النقاط العسكرية الإيرانية في السويداء أربع نقاط وفي درعا 18 نقطة والقنيطرة عشر نقاط و19 نقطة عسكرية في دمشق وريفها، إضافة إلى 25 نقطة عسكرية لميليشيا “حزب الله” في درعا وريف دمشق.
ومن أهم النقاط العسكري في السويداء هو مركز للطائرات المسیرة وهو قید الإنشاء ضمن مطار خلخلة العسكري بریف السویداء، ويأتي إنشاء مركز الطائرات المسیرة بالتوازي مع إنشاء مركز استخباراتي تم استحداثه ضمن مطار خلخلة العسكري بریف محافظة السویداء”.
ویندرج مهام المركز الاستخباراتي بجمع معلومات عن الأردن ومنطقة الحدود مع إسرائيل. ونقل طائرات مسيرة إيرانية إلى مطار خلخلة.
مواقع عسكرية إيرانية في مناطق استراتيجية
أما في درعا توزع الوجود الإيراني في المدينة وخاصة في “فوج العرين 313 بقيادة وسيم مسالمة التابع للحرس الثوري الإيراني (مركزه الرئيسي مدينة درعا حي المطار)، إضافة إلى جمعية البستان (فرع درعا حي البانوراما) التابعة لإيران، ومركز تنظيم واستخبارات الخاص بجهات استخباراتية تتبع لحزب الله اللبناني ويوجد بمحيط ضاحية درعا”.
في حين تركز معظم المقرات والألوية العسكرية للميليشيات في ريف درعا، وكان أبرزها “اللواء 12 التابع للفرقة 5 قرب بلدة إزرع يضم 3 كتائب تابعة للقوى 313 ويضم مراكز تدريبية، واللواء 61 في تل الجابية ويضم مقرات إيرانية تتبع لوحدة الحدود لدى حزب الله اللبناني، واللواء 15 مهام خاصة ويقع قرب مدينة إنخل بريف درعا يضم مقرات لحزب الله اللبناني”.
إضافة إلى “اللواء 15 هو أحد ألوية ميليشيا أسد اختصاص دبابات ومشاة ويوجد به مقاتلون وخبراء من الحرس الثوري الإيراني، واللواء 43 وفرقة 9 قرب قرية بصير بريف درعا يضم وحدة لحزب الله، ومقر قيادة الفرقة 5 ويضم مقرات قيادة ومراكز خاصة بالقوى 313 الشيعية”.
وتحوي النقاط العسكرية مراكز اتصالات وتجسس ومستودعات أسلحة وصواريخ يشرف عليها قيادات من “الحرس الثوري”، إضافة إلى مقرات اجتماع ومكاتب إدارية لجنرالات من “الحرس الثوري” الإيراني وقيادات “حزب الله” اللبناني مع قادة ميليشيا أسد.
أما أخطر المقرات لإيران هو “البيت الزجاجي الذي يعد مركزا رئيسيا خاصا بفيلق القدس الإيراني يتم من خلاله إدارة الوجود الإيراني بسوريا، ويقع في مطار دمشق الدولي”، وتعرض للقصف عدة مرات من قبل الطيران الإسرائيلي.
كما تعتبر القاعدة الإيرانية في اللواء 121 في بلدة كناكر بريف دمشق من المواقع المهمة بالنسبة لإيران، إذ يوجد في هذا الموقع عدد من المستشارين الإيرانيين وضابط من “حزب الله” اللبناني ويوجد عدد كبير من عناصر “الحرس الثوري”.
وبحسب الموقع فإن “اللواء 121 يضم مجموعة متخصصة بمجال صواريخ المضادات الجوية ويعمل حزب الله اللبناني بالتنسيق مع قوات النظام على إخضاع مجموعات تنتمي لحزب الله اللبناني لدورات تدريبية على منصات الدفاع الجوي واستخدام الأنظمة الرادارية والصاروخية”.
ويمتلك “الحرس الثوري الإيراني معسكرا خاصا بالقوات المنضویة تحت صفوفه یقع شمال بلدة عرطوز بریف دمشق حیث یتوسط المنطقة ما بین بلدتي عرطوز وقطنا ویرتبط المعسكر بمركز القیادة والتنظیم التابع لفیلق القدس الإیراني الموجود بمحیط مطار المزة العسكري. ویتخصص المعسكر بتدریب المنتسبین الجدد على الأسلحة الثقیلة والدبابات وعربات BMB”.
كما تمتلك ميليشيا “حزب الله” مستودعات عسكرية تقع ضمن جبل سلاح الطیر المطل والمشرف على مقرات قیادة الفرقة الأولى مدرعات بجبل الكسوة بریف دمشق.
إيران ونظام أسد كاذبان
وتعتبر الخارطة التفاعلية تكذيباً للمسؤولين إيرانيين ونظام أسد الذين يصرحون مراراً بأن الوجود الإيراني في سوريا يقتصر فقط على مستشارين عسكريين ولا وجود لقوات وقواعد عسكرية في المنطقة.
وكان بشار أسد في مقابلة مع وكالة سبوتنيك في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قد جدد نفيه وجود أي قوات إيرانية داخل أراضي بلاده، وقال إن “الوجود الإيراني يقتصر فقط على وجود خبراء عسكريين يعملون مع الجيش السوري على الأرض، ليس لدينا قوات إيرانية، وهذا واضح جدا. أنهم يدعمون سوريا، يرسلون الخبراء العسكريين، ويعملون مع قواتنا على الأرض، ويوجدون مع الجيش السوري”.
وفي ظل نفي أسد وإيران، تشن إسرائيل بشكل متكرر هجمات جوية ضد الوجود الإيراني في سوريا، كان آخرها الأسبوعين الماضيين، وسط تحذيرات وتأكيدات بعدم السماح لطهران بإقامة قواعد عسكرية في سوريا.
وتأكيداً على الوجود الإيراني حصلت أورينت نت على صور خاصة لأجهزة التجسس التي كانت موضوعة في القاعدة الإيرانية في تل الحارة، وتم الاستيلاء عليها من قبل فصائل المعارضة في أثناء تحرير المنطقة، الأمر الذي يؤكد وجود ميليشيات إيران ومساندتها لميليشيا أسد في معارك درعا خلال السنوات الماضية.
وتحاول إيران من خلال تدخلها العسكري عبر الميليشيات “الطائفية” إضفاء صبغتها على المحافظات السورية عبر مشروعها التوسعي الذي يشكل عائقا في طريق الحل السياسي في سوريا، وما زالت تحاول التوسع والتمدد ومنافسة القوى الدولية والإقليمية الأخرى في المنطقة رغم التحذيرات والعقوبات الأمريكية التي تلاحق ذلك المشروع وتطالب بخروجه من العمق السوري.
[img=none]6[/img]