حملت النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا مفاجآت عديدة، خاصة في الدور ثمن النهائي، والذي شهد إقصاء ميسي ورونالدو برفقة كل من برشلونة ويوفنتوس، على يد باريس سان جيرمان الفرنسي وبورتو البرتغالي.
وبلا شك فإن خروج ثنائي بهذا الوزن مبكراً، يُنقص من إثارة ما تبقى من المسابقة، إذ أن ميسي ورونالدو استمتعا بمسيرتين رائعتين على مدار العقدين الماضيين، ويعتبرهما كثير من المتابعين أفضل اللاعبين الذين مارسوا هذه اللعبة على مدار التاريخ.
ومع اقتراب كل من “الدون” و”البرغوث” من نهاية مسيرتيهما الكروية، كان هناك الكثير من الجدل والنقاش حول ورثتهما الشرعيين، إذ تم الترويج لنجوم شبان أمثال كيليان مبابي من باريس سان جيرمان وإيرلينغ هالاند من بوروسيا دورتموند على أنهما أيقونتي العصر الحديث، لكن مع ذلك يواصل النجمين العالميين تقديم أفضل مستوى لهم مع أنديتهم، رغم الخروج من “التشامبيونزليغ”.
ميسي ورونالدو يتألقان محلياً
تألق البرتغالي كريستيانو رونالدو بشكل واضح مع فريقه يوفنتوس في “الكالتشيو”، رغم أن نتائج الفريق ليست على ما يرام، ويبتعد بفارق 10 نقاط كاملة عن إنتر ميلان المتصدر.
سجل “صاروخ ماديرا” 30 هدفاً في 34 مباراة هذا الموسم، وتمكن أيضاً من إرسال 4 تمريرات حاسمة لزملائه، علماً أنه يتصدر ترتيب هداف “الكالتشيو” حالياً برصيد 23 هدفاً.
وعلى الجانب الآخر، ورغم تراجع مستوى ليونيل ميسي في بداية الموسم، إلا أنه في الفترة الأخيرة استعاد عافيته.
وبعد أن كان برشلونة غير مرشح للفوز بأي لقب هذا الموسم، أصبح بفضل أهداف ميسي الحاسمة ندياً قوياً لنادي أتلتيكو مدريد الذي يحتل صدارة جدول الترتيب في الدوري الإسباني.
وأحرز ميسي 29 هدفاً في 37 مباراة في جميع المسابقات، منها 18 هدفاً في آخر 14 مباراة بالدوري الإسباني، ليعيد برشلونة إلى سباق اللقب، علماً أنه يتصدر قائمة هدافي “الليغا” برصيد 23 هدفاً.
تأثير واضح
وشهد هذا الموسم اعتماد يوفنتوس كلياً على رونالدو لإنهاء تحركاته الهجومية في الثلث الأخير، ونجح نجم ريال مدريد السابق في تسجيل 58٪ من أهداف يوفنتوس هذا الموسم.
أما بالنسبة لميسي، فإن نسبة 46% من أهداف برشلونة كانت باسمه هذا الموسم، لكن واجباته الخاصة في بعض المباريات تمنعه من الوصول إلى مرمى الخصوم بشكل منتظم.
وإجمالاً، فإن ميسي يتفوق على رونالدو فيما يتعلق بإحصائيات التمرير، إذ أن رصيده المثير للإعجاب البالغ 2.5 تمريرة رئيسية في كل مباراة في جميع المسابقات، هو أكثر من ضعف رصيد النجم البرتغالي.
من الأفضل؟
وعلى مدار العقدين الأخيرين، ظلّت المقارنات بين عملاقي كرة القدم الحديثة محتدمة، ومن شبه المستحيل إنهاء حالة الجدل القائمة حول أفضلية أحدهما، حتى أن درجة التنافس بينهما اشتدت في الجوائز الفردية، وأبرزها الكرة الذهبية “البالون دور”.
ولكن مع ذلك، فإن النجم الأرجنتيني يتمتع بالأفضلية حالياً، إذ أن فريقه برشلونة يبتعد بفارق 4 نقاط فقط عن صدارة جدول الدوري الإسباني، برصيد 62 نقطة مقابل 66 نقطة لأتلتيكو المتصدر.
وبفضل تألق ميسي استعاد برشلونة عافيته في مسابقتي “الليغا” و”كأس إسبانيا” بعد “ريمونتادا” مذهلة أمام إشبيلية، وهذا يعني أنه كان له تأثير واضح أكثر من نظيره رونالدو حتى الآن، الذي يتواجد فيه فريقه ثالثاً بترتيب “الكالتشيو” برصيد 55 نقطة، بفارق 10 نقاط كاملة خلف المتصدر إنتر ميلان.