صدر عن مركز “سيتا” التركي للأبحاث والدراسات، دراسة مفصلة عن الجيش الوطني السوري المدعوم تركياً، قدمت تفاصيل عن هيكلية الجيش وأعداد مقاتليه ضمن الفيالق الثلاث وآراء مقاتليه عبر عينة شملت أكثر من 1500 مقاتل وقيادي.
يقدم التقرير صورة لمقاتلي الجيش الوطني السوري، وأعمارهم وخبراتهم القتالية، وعرقهم، ودوافعهم للانضمام إلى الجيش، وموقفهم الاقتصادي، ومنظورهم السياسي، وموقفهم من وجود دول أجنبية في سوريا، واستعدادهم للانضمام إلى الجيش المركزي في سوريا في حالة التوصل إلى حل سياسي حقيقي في سوريا.
ويعد “سيتا” أكبر مركز أبحاث على مستوى تركيا، ومن المراكز الرائدة فيها، وله فروع في واشنطن (الولايات المتحدة)، وبروكسل (بلجيكا) وبرلين (ألمانيا).
وقال الدكتور برهان الدين دوران، المنسق العام للمركز في مقدمة الدراسة التي أجراها الباحث عمر أوزكيزيلجيك، إنه منذ بداية الحرب في سوريا كان العالم محتاراً بشأن وجود الجيش السوري الحر ومن ثم دعمته مجموعة أصدقاء سوريا رسمياً في حين دمج آخرون الجيش الحر مع كيانات أخرى مثل القاعدة وتنظيم الدولة.
وأشار دوران إلى أنه “بسبب الفوضى في سوريا والمشكلات الهرمية للجيش السوري الحر، كان من الصعب دائماً فهم سماته المميزة وطبيعته بشكل شامل.. ساعد مصطلح “المعارضة المعتدلة” في إيجاد أرضية مشتركة لدعم الجماعات المسلحة غير الجهادية في سوريا في كفاحها ضد نظام الأسد”.
ولفت إلى أن سياسة واشنطن التي لم تعد تركز على إسقاط الأسد واتجهت نحو دعم وحدات حماية الشعب وقتال تنظيم الدولة فقط، أدت إلى فقدان المعارضة المسلحة دعمها وقوتها، وبعد عملية نبع السلام “صورت وسائل الإعلام الغربية الجيش الوطني على أنه وكيل تركي أو مرتزقة”.
وفيما يلي ترجمة موقع تلفزيون سوريا للدراسة بشكل مختصر:
إن الجدل حول طبيعة الجيش الحر قائم منذ بداية الأزمة السورية، لكنه اكتسب بعداً جديداً بناءً على مشاركته مع تركيا وعملية نبع السلام. البعض اعتبره قوات مدعومة من تركيا أو وكلاء الأتراك، ووصفته وسائل إعلام الأخرى، بناءً على مقابلات فردية، أنه مجموعة من المرتزقة أو المقاتلين الذين تحركهم الأموال فقط.
فشلت جميع الأبحاث في تفسير دوافع وطبيعة الجيش الوطني السوري في نقطتين رئيسيتين: حجم العينة المحدود / المنحاز، والقيود المفروضة على البحث الميداني. والنقطة الثانية ناتجة بشكل أساسي عن القيود المفروضة على الحدود التركية السورية وعدم قدرة العديد من الصحفيين أو المحللين على الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ولذلك فإن القضية الأولى تستحق دراسة عن كثب. هل من الممكن أن يكون هناك خلل منهجي في البحث حيث إن مجموعة محددة فقط من الأفراد تتحدث إلى الصحفيين والمحللين المذكورين؟ هناك موضوع آخر يُشار إليه كثيرًا بخصوص الجيش الوطني السوري، وهو اختلافه عن الجيش السوري الحر السابق.
ويرى البعض أن الجيش الوطني السوري هو نفسه الجيش السوري الحر السابق، وذلك لأن قادة وفصائل الجيش الوطني السوري هم نفس قادة وفصائل الجيش السوري الحر، لكنّ آخرين يرون أن المقاتلين والجنود قد تغيروا وأن الجيش السوري الحر السابق الذي فحصته الولايات المتحدة ليس هو الجيش الوطني السوري اليوم.
يستند التقرير الحالي إلى مسح شمل 1،551 مقاتلاً من الجيش الوطني السوري تم إجراؤه في 11-18 كانون الأول 2020 ورحلتين بحثيتين ميدانيتين غطتا ما مجموعه 14 يوما مع الجيش الوطني السوري (22 تشرين الثاني – 3 كانون الأول 2019). 12-16 شباط، 2020)؛ إلى مناطق تل أبيض وسلوك وتل خلف ورأس العين واعزاز والراعي وعفرين وجنديرس والشيخ حديد في سوريا، وإلى غازي عنتاب وكلس وشانلي أورفة في تركيا.
يقدم التقرير صورة لمقاتلي الجيش الوطني السوري، وأعمارهم وخبراتهم القتالية، وعرقهم، ودوافعهم للانضمام إلى الجيش، وموقفهم الاقتصادي، ومنظورهم السياسي، وموقفهم من وجود دول أجنبية في سوريا، واستعدادهم للانضمام إلى الجيش المركزي في سوريا في حالة التوصل إلى حل سياسي حقيقي في سوريا.
تركيبة الجيش الوطني وأعداده
يقدر عدد الفيالق الثلاثة في الجيش الوطني، 30-40 ألف مقاتل:
يتألف الفيلق الأول من 9048 – 12064 مقاتلاً
الفيلق الثاني: 12261-16348 مقاتلاً
الفيلق الثالث: 8،694-11،592 مقاتلاً
يضم الجيش الوطني:
26319-35.092 مقاتلا عربيا
3،159-4،212 مقاتلاً تركمانياً
426-568 مقاتلاً كردياً
96-128 من الشركس والمقاتلين من أصول عرقية أخرى
النتيجة الأكثر أهمية في هذا التقرير هي أن 90٪ من مقاتلي الجيش الوطني السوري مستعدون للانضمام إلى الجيش المركزي السوري إذا حدثت عملية انتقال سياسي شرعية وتشكيل حكومة جديدة.
هل الجيش الوطني السوري هو نفسه الجيش السوري الحر السابق؟
من النتائج المهمة الأخرى للمسح والتقرير، الإجابة الواضحة للجدل حول ما إذا كان الجيش الوطني السوري هو نفسه الجيش السوري الحر السابق، الذي دعمته الولايات المتحدة.
حيث أظهرت النتائج أنه بعد أن قطعت الولايات المتحدة دعمها عن الجيش الحر عام 2017، تم تشكيل 13 فصيلاً عبر دمج 41 فصيلاً، ومن أصل 28 فصيلاً منهم كان 21 فصيلاً مدعوماً من قبل الولايات المتحدة، ثلاثة منها عبر برنامج البنتاغون لمحاربة تنظيم الدولة.
ومما يؤكد على أن الجيش الوطني هو نفسه الجيش الحر سابقاً هو نتيجة الاستطلاع حيث إن 93.22٪ من مقاتلي الجيش الوطني السوري يقاتلون لأكثر من ثلاث سنوات ومتوسط عمر مقاتل الجيش الوطني 32.24 عاماً.
هل يمكن القول إن الجيش الوطني السوري مرتزقة؟
من بين الذين تمت مقابلتهم قال 64.63٪ إن إجمالي دخلهم كعائلة أقل من 500 ليرة تركية شهرياً. أجاب 6.58٪ فقط أن دخلهم يزيد على 1500 ليرة تركية شهرياً، مع الأخذ في الاعتبار أن وحدات حماية الشعب تدفع ما لا يقل عن 100 دولار (570 ليرة تركية) شهرياً للمجنّد الواحد.
ملاحظة: نظرًا لأن الليرة السورية هشة للغاية وقيمتها تتقلب في غضون يومين، وحقيقة أن مقاتلي الجيش الوطني السوري يتلقون رواتبهم بالليرة التركية، فقد تم استخدام الليرة التركية لهذا المسح. في تاريخ كتابة هذا التقرير، كانت الليرة التركية الواحدة تساوي 0.17 دولار أميركي.
وفي تقديم مزيد من الدعم لهذه الحقيقة، أعطى 96.25٪ من المقاتلين دوافع ثورية أو قومية كسبب رئيسي للانضمام إلى الجيش الوطني. على العكس من ذلك، أعطى 0.58٪ فقط المكافأة كسبب رئيسي للانضمام، و 2.21٪ فقط أعطوا المكافأة كسبب ثانوي.
أما عن اتهام الجيش الوطني بأنه وكيل تركي. من بين 1،551 مشاركاً، تساءل 13.78٪ عن الدور الإيجابي لتركيا في سوريا مما يشير إلى أن مقاتلي الجيش الوطني السوري لديهم أجندتهم الوطنية الخاصة ويقدرون تركيا في هذه الخطوط كحليف.
نتائج الاستبيان
1- كم عمرك؟
2- منذ متى وأنت تقاتل؟
3- إلى أي فيلق تنتمي؟
4- ما هي أصولك العرقية؟
5- ما دافعك الرئيسي للانضمام إلى الجيش الوطني السوري؟
6- ما دافعك الثانوي للانضمام إلى الجيش الوطني السوري؟
7- “الجيش الوطني هو الممثل المسلح الوحيد للثورة السورية”. هل تتفق مع ذلك؟
8- هل مات أي فرد من عائلتك في الحرب؟
9- هل يوجد فرد من عائلتك في الجيش الوطني السوري؟
10- ما الدخل الشهري لعائلتك؟
11- هل تؤمن بسقوط نظام الأسد؟
12- هل تؤمن بإمكانية الحل السياسي؟
13- “أجد عمل اللجنة الدستورية مفيداً” هل تتفق مع ذلك؟
14- “أجد عمل الحكومة السورية المؤقتة مفيداً” هل تتفق مع ذلك؟
15- “أجد أن الوجود يمركي في سوريا مفيد” هل تتفق مع ذلك؟
16- “أجد أن الوجود الروسي في سوريا مفيد” هل تتفق مع ذلك؟
17- “أجد أن الوجود الإيراني في سوريا مفيد” هل تتفق مع ذلك؟
18- “أجد أن الوجود التركي في سوريا مفيد” هل تتفق مع ذلك؟
19- “في حال التوصل إلى حل سياسي وإقامة حكومة سورية شرعية، سألتحق بالجيش المركزي” هل تتفق مع ذلك؟
ترجمة موقع تلفزيون سوريا
للاطلاع على الدراسة من المصدر اضغط هنا