درعا تواجه موجة غير مسبوقة من العملات المزورة وسط تحذيرات أمنية واقتصادية

درعا – سيريا مونيتور – نادر دبو

تشهد محافظة درعا في الجنوب السوري موجة غير مسبوقة من انتشار العملات المزورة، ما تسبب بحالة من القلق والارتباك في الأسواق، وخصوصاً مع ضبط كميات كبيرة من فئة 5000 ليرة سورية المزيفة، إلى جانب تداول عملات أجنبية مزورة، أبرزها الدولار الأمريكي، والتي تُعد الأصعب كشفاً كونها مطبوعة في دول خارج سوريا باستخدام تقنيات عالية الدقة.

وتزايدت شكاوى الأهالي في عدة مدن وبلدات من تسلّمهم أوراقاً نقدية مزيفة دون علمهم، وسط غياب أدوات الكشف اللازمة، خاصة لدى صغار التجار وأصحاب المهن اليومية.

وفي تطور أمني لافت، أعلنت الجهات المختصة في مدينة داعل  في ريف درعا الأوسط عن إلقاء القبض على عصابة تعمل في مجال تزوير العملة، وضبطت بحوزتها معدات طباعة متطورة وكميات من الأوراق النقدية السورية المزورة كانت جاهزة للترويج. وتُعد هذه العملية الأمنية من أكبر الضربات الموجهة لشبكات التزوير في المحافظة خلال الاسابيع الماضية.

النقيب محمد مولوي، قائد منطقة نوى، صرّح لمراسل سيريا مونيتور :

أن الأجهزة الأمنية تلقت عدة شكاوى من المواطنين بخصوص العملات المزورة، وأن التحقيقات جارية بشكل مستمر.
ونوّه  مولوي :  إلى أن هناك أساليب جديدة يتم اتباعها في عمليات التزوير تتطلب استجابة أمنية دقيقة وسريعة.
وأشار الضابط :  إلى أهمية دور المواطنين في الإبلاغ المبكر، لما لذلك من أثر في تضييق الخناق على هذه الشبكات.
وأردف أن التعاون الشعبي عنصر أساسي في كشف شبكات التزوير، مؤكداً أن البلاغات تُتابَع بسرية تامة.
وطالب الجميع بالحذر عند التعامل النقدي، خاصة أثناء حركة البيع والشراء المكثفة، مثل أيام الأعياد والمواسم.

من جهة أخرى ، قال أحد التجار في سوق درعا  لمراسل سيريا مونيتور :

إن أغلب التجار يستطيعون تمييز العملات المزورة من الأصلية بفضل الخبرة، لكن المواطنين العاديين يواجهون صعوبة في ذلك، وأضاف أن ازدحام الزبائن في المواسم يعيق التدقيق في الأوراق النقدية، مما يسهّل تمرير العملات المزورة دون انتباه.

وفي مدينة طفس، أشار بعض أصحاب المحال التجارية إلى أنهم اضطروا لإتلاف أوراق نقدية تلقوها من زبائن بعد اكتشاف أنها مزورة، خوفاً من المساءلة القانونية أو تداولها مجدداً دون قصد.

أما في مدينة بصرى الشام، فقد أكد عامل في إحدى محلات الصرافة أن عدداً من الدولارات المزورة دخلت السوق مؤخراً، موضحاً أن تقنيات التقليد تطورت لدرجة يصعب فيها التمييز حتى على المحترفين في المجال المالي.

من جهته قال هاشم مسالمة  أحد أهالي درعا البلد لمراسل سيريا مونيتور :، إن زوجته تعرضت لموقف محرج بعد رفض إحدى الأوراق النقدية التي كانت بحوزتها عند شراء دواء من صيدلية، حيث تبيّن لاحقاً أنها مزورة

وقال سفيان العمقي، من بلدة المزيريب بتصريح خاص لمراسل سيريا مونيتور :

إن شقيقه اكتشف أن المبلغ الذي استلمه مقابل بيع دراجته النارية كان مزوراً بالكامل، مما تسبب بخسارة كبيرة للعائلة وبعد التدقيق وراء من سلمه المبلغ تبين انهم يعملون بالتزوير وقد خرجوا من السجن بعد سقوط نظام  الاسد وكانوا مسجونين بتهم تزوير ونصب واحتيال

وفي ظل تفاقم هذه الظاهرة، تبقى الحاجة ملحّة لتكثيف الجهود الأمنية والتوعوية، وتفعيل التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي، من أجل الحد من انتشار العملات المزورة التي تهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المحافظة.

Read Previous

“الغارديان”: مستشار الملكة إليزابيث القانونية أدار لسنوات ثروات رفعت الأسد المتهم بجرائم حرب

Read Next

عبدي يزور سد تشرين برفقة التحالف الدولي وسط تفاهمات مع دمشق لإعادة تشغيله

Most Popular