سيريا مونيتور..
في ليلة استثنائية حملت مزيجاً من الفن والتاريخ، عزفت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية على خشبة دار الأوبرا بدمشق، مقدمةً حفلاً موسيقياً هو الأول من نوعه بعد انتهاء حقبة النظام السابق، تحت عنوان “للشهداء ولمجد سوريا”. ويأتي هذا الحفل في إطار مبادرة فنية تطوعية، تهدف إلى تعزيز روح الوحدة بين السوريين عبر الموسيقا، التي تتجاوز الحدود وتتحدث بلغة واحدة يفهمها الجميع. وقد وردت تفاصيل هذا الحدث في تقرير نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا).
رحلة موسيقية من الألم إلى الأمل
انطلقت الأمسية بمقطوعة “للشهداء ولمجد سوريا”، التي حملت نغماتها معاني التضحية والاعتزاز بأرواح من فقدوا حياتهم في سبيل الحرية، لتليها معزوفة “الدوامة” للمؤلف الموسيقي عاصم مكارم، التي جاءت كتحية للمغيبين قسرياً، حيث ترافقت مع عرض بصري جسّد معاناتهم وأملهم في العودة.
أما معزوفة “القدر” من السمفونية الخامسة لبيتهوفن، فقدمت بصياغتها الموسيقية الملحمية تعبيراً عن مسيرة السوريين، من نضالهم وبحثهم عن الحرية إلى الأمل بمستقبل أكثر إشراقاً. ولم تغب عن الحفل الروح التفاؤلية، إذ أدت الفرقة مقطوعة “خطوتين من كسارة البندق” لتشايكوفسكي، كرسالة تعبر عن مسيرة إعادة البناء والانطلاق نحو الغد.
تفاعل بصري وموسيقي
أضفت العروض البصرية المصاحبة للأداء الموسيقي بعداً إضافياً للأمسية، حيث ساهمت في إيصال الرسائل العاطفية العميقة، وجعلت الجمهور يعيش تجربة متكاملة، تعكس واقع سوريا اليوم وتطلعاتها للمستقبل.
أصوات الموسيقيين: دعوة لإحياء الفن
عازفة الفيولا راما البرشا أعربت عن فخرها بالمشاركة في هذا الحدث الفني، مشددةً على أهمية دعم المواهب السورية، سواء داخل البلاد أو خارجها، لتعزيز الحراك الثقافي وإعادة المؤسسات الموسيقية إلى دورها الفاعل.
أما عازف الكمان أندريه مقدسي، فأكد أن البرنامج الموسيقي للأمسية حمل في طياته رسائل متعددة، قائلاً: “أردنا أن يكون الحفل تحيةً للشهداء، لكنه أيضاً إعلان عن بداية جديدة، حيث الموسيقا تصبح لغة التعبير عن الأمل والانتصار”.
لم يكن هذا الحفل مجرد عرض موسيقي، بل كان شهادةً على أن الثقافة والفن جزء لا يتجزأ من هوية سوريا المتجددة، ورسالة بأن المرحلة القادمة ستكون مليئة بالأمل والإبداع.