دمشق تستقبل وفد الإدارة الذاتية: نقاشات حاسمة حول اللامركزية ودمج المؤسسات

سيريا مونيتور ـ دمشق

تتحرّك عجلة التفاوض مجددًا بين الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا والحكومة المركزية في دمشق، مع وصول وفد رسمي من قادة وممثلي الإدارة إلى العاصمة السورية، لمناقشة جملة من القضايا المرتبطة بمستقبل المنطقة، وتحديدًا مستقبل مؤسسات الحكم المحلي، والثروات الوطنية، والتعليم، والتقسيمات الإدارية.

زيارة الوفد، التي تم الترتيب لها عبر تنسيق لوجستي مع التحالف الدولي، تأتي في إطار تطبيق الاتفاق الموقّع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في العاشر من آذار/مارس 2025، وهو اتفاق يضع أسسًا جديدة لإعادة هيكلة العلاقة بين الطرفين.

وينص الاتفاق على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية ضمن إدارة الدولة السورية، بما في ذلك المعابر الحدودية، والمطار، وحقول النفط والغاز. كما يتضمن تأكيدًا صريحًا على أن المكون الكردي يُعد جزءًا أصيلًا من الدولة السورية، وضمان حقوقه الدستورية الكاملة، إلى جانب رفض أي دعوات للتقسيم أو التحريض الطائفي والمجتمعي.

يضم الوفد الذي وصل دمشق اليوم، كلاً من فوزة يوسف عن حزب الاتحاد الديمقراطي، وعبد حامد المهباش رئيس حزب سوريا المستقبل، وأحمد يوسف عن هيئة المالية، وسنحريب برصوم رئيس حزب الاتحاد السرياني، وسوزدار حاجي عن وحدات حماية المرأة، بالإضافة إلى الناطقين الرسميين باسم الوفد، مريم إبراهيم وياسر سليمان.

ورغم أهمية الملفات المطروحة، أكد مصدر كردي مسؤول أن الوفد الحالي غير مخوّل بمناقشة القضية الكردية القومية أو السياسية، موضحًا أن هذا الملف ستتولاه لاحقًا لجنة مستقلة يجري تشكيلها حاليًا، استنادًا إلى “وثيقة الرؤية السياسية المشتركة” التي أُقرت خلال مؤتمر عقد في القامشلي أواخر نيسان الماضي.

الوثيقة المذكورة دعت إلى بناء دولة ديمقراطية لا مركزية، تضمن الحقوق الكردية، وتعترف بدور المرأة في الحياة السياسية والعسكرية، وتمثل رؤية موحّدة لعدد من الأحزاب الكردية، يفترض أن تكون أساسًا للحوار الدستوري مع السلطة المركزية.

في السياق ذاته، شدد القيادي الكردي البارز بدران جيا كورد، على أن “اللامركزية التعددية” لم تعد مطلبًا تفاوضيًا بل أصبحت “خيارًا لا رجعة عنه”، معتبرًا أنها الطريق الوحيد لتجاوز الأزمات السياسية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد. وأضاف في تصريح لوكالة “فرانس برس” أن اللجنة الكردية ستتوجه قريبًا إلى دمشق، دون تحديد موعد دقيق.

في ضوء ذلك، يبدو أن الأسابيع المقبلة ستحمل اختبارات جدية لمدى استعداد الطرفين – الإدارة الذاتية والحكومة السورية – لتقديم تنازلات وبناء أرضية مشتركة، خصوصًا في ظل التعقيدات السياسية والعسكرية التي تشهدها الساحة السورية.

Read Previous

حادثة الاعتداء على قاضٍ تثير الرأي العام في حلب ووزارة العدل تستنكر

Read Next

شقيقان يفقدان حياتهما غرقاً خلال محاولة إنقاذ في ريف الرقة

Most Popular