سيريا مونيتور – خاص
في الساعات الأخيرة من حكمه، استخدم بشار الأسد طائرة خاصة لتهريب أمواله ومقتنياته الثمينة من سوريا، في وقت كان النظام يواجه انهيارًا قريبًا. وفقًا لمصادر متعددة، تنقل الأموال والوثائق السرية عبر أربع رحلات جوية، تم ترتيبها بواسطة يسار إبراهيم، المستشار الاقتصادي البارز للأسد. الرحلات شملت مئات الآلاف من الدولارات وأجهزة كمبيوتر تحتوي على معلومات حساسة حول شبكة الأسد التجارية.
وبحسب سرد للعملية بنته وكالة رويترز على تصريحات من أكثر من عشرة مصادر, التنقلات الجوية بدأت في السادس من كانون الأول، حيث نقلت الطائرة الخاصة، المسجلة في جامبيا، المقتنيات والأفراد من دمشق إلى الإمارات عبر مطار البطين في أبوظبي. الطائرة، التي كانت تحمل أفرادًا من عائلة الأسد وأقاربه، نقلت أيضًا أموالًا نقدية بالإضافة إلى لوحات ومقتنيات فنية، استجابة لتدهور الوضع الأمني في دمشق بسبب تقدم المعارضة المسلحة.
على مدار ثلاثة أيام، استمرت الرحلات، حيث تم نقل الأموال والوثائق الإلكترونية، بما في ذلك سجلات مالية ومعلومات استخباراتية، إلى الإمارات. وفي اليوم الأخير من الهروب، غادرت الطائرة من قاعدة حميميم الروسية، وهو المطار الذي هرب من خلاله الأسد إلى روسيا بعد سقوط دمشق في أيدي قوات المعارضة.
من خلال عملية التنسيق، يسار إبراهيم، الذي كان يدير شبكة الأسد الاقتصادية، تأمين مرور الطائرة عبر المطار والقاعدة الروسية، بينما كانت السلطات الروسية والإماراتية على علم بالعملية. وعقب الهروب، أكدت مصادر حكومية جديدة أن الحكومة السورية تواصل العمل على استرداد الأموال التي تم تهريبها قبل سقوط الأسد، وهو ما يهدف إلى دعم الاقتصاد السوري الذي يعاني من العقوبات.
المصادر اختلفت حول مشاركة الأسد في العملية بشكل مباشر، ولكن العديد من المسؤولين المحليين أكدوا أن العمليات كانت تتم بتوجيه من الأسد شخصيًا، حيث تولت قوات الحرس الجمهوري حماية الطائرة وأفرادها خلال الرحلات.
بهذه الطريقة، تم تهريب ثروات الأسد إلى الخارج، لتبقى هذه القضية واحدة من أبرز القضايا المحورية في تاريخ النظام المخلوع، في وقت يعكف المسؤولون السوريون على محاولة استعادة هذه الأموال التي غادرت البلاد قبل سقوطه.