سيريا مونيتور..
أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ردود فعل غاضبة على الصعيدين الفلسطيني والدولي، حيث لاقت رفضًا رسميًا وشعبيًا داخل فلسطين، إضافة إلى إدانات عربية ودولية واسعة.
أكد فلسطينيون في الضفة الغربية رفضهم التام لمخططات التهجير، مشددين على أن “الهجرة الوحيدة المقبولة” هي العودة إلى أراضيهم المحتلة عام 1948. كما أصدرت الفصائل الفلسطينية بيانات منفصلة تستنكر تصريحات ترمب، حيث أكدت حركة “حماس” أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بأي محاولات لفرض وصاية على أرضه، ووصفت تصريحات ترمب بأنها “تصب الزيت على النار”. من جهتها، اعتبرت حركة “الجهاد الإسلامي” أن هذه التصريحات تهديد خطير للأمن القومي العربي، بينما وصفتها “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” بأنها “إعلان حرب” على الفلسطينيين.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس شدد على رفضه القاطع لخطط تهجير الفلسطينيين من وطنهم، معتبرًا ذلك “انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي”. ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التحرك لحماية حقوق الفلسطينيين، مؤكداً أن “السلام لن يتحقق دون قيام دولة فلسطينية مستقلة”.
ترمب يكشف عن خطته.. واستياء عالمي
في مؤتمر صحفي بواشنطن جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشف ترمب عن خطته للاستيلاء على قطاع غزة، مشيرًا إلى إمكانية نشر قوات أميركية هناك لدعم عمليات إعادة الإعمار. ومنذ يناير الماضي، يروج ترمب لمقترح تهجير سكان غزة إلى دول مجاورة، وهو ما رفضته مصر والأردن بشدة، إلى جانب إدانات عربية ودولية متزايدة.
المواقف العربية: رفض قاطع للتهجير
أكدت السعودية مجددًا أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، مشددة على أن موقفها “غير قابل للتفاوض”. كما شدد ملك الأردن عبد الله الثاني على رفض أي محاولات تهجير للفلسطينيين، داعيًا إلى وقف الاستيطان وتثبيت الفلسطينيين على أرضهم.
في الإمارات، أكدت وزارة الخارجية رفضها المساس بحقوق الشعب الفلسطيني، فيما شددت سلطنة عمان على موقفها الرافض لأي محاولات لتهجير سكان غزة.
إدانات دولية واسعة
على الصعيد الدولي، وصفت المقررة الأممية الخاصة بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، خطة ترمب بأنها “منافية للقانون وغير أخلاقية”، معتبرة أنها تحريض على “جريمة التهجير القسري”.
من جهته، أعرب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن صدمته، متسائلًا: “أين سيعيش الفلسطينيون إن لم يكن في وطنهم؟”، مشددًا على أن من يحتاج إلى إعادة الإعمار هم الفلسطينيون أنفسهم.
وفي ألمانيا، أكدت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك أن غزة هي أرض فلسطينية تمامًا كما الضفة الغربية والقدس الشرقية، مشيرة إلى أن التهجير القسري يمثل “انتهاكًا للقانون الدولي”.
فرنسا بدورها رفضت خطة ترمب، مؤكدة أن مستقبل غزة يجب أن يكون تحت سيطرة دولة فلسطينية مستقلة، في حين شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على ضرورة السماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم.
أما إسبانيا، فقد أكد وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس أن “غزة أرض للفلسطينيين”، بينما شددت بلجيكا على أن التهجير القسري يشكل “انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي”.
روسيا والصين: دعم لحل الدولتين ورفض للتهجير
أكدت روسيا أن أي تسوية للصراع يجب أن تستند إلى حل الدولتين، بينما شددت الصين على ضرورة إعادة القضية الفلسطينية إلى مسارها السياسي الصحيح، ورفضت أي محاولات لفرض واقع جديد على الفلسطينيين.
تواجه خطة ترمب لتهجير الفلسطينيين رفضًا واسعًا من مختلف الأطراف، وسط إجماع دولي على عدم شرعيتها وانتهاكها للقوانين الدولية، بينما يتمسك الفلسطينيون بحقهم في البقاء على أرضهم رغم كل التهديدات والتحديات.