أضافت روسيا سلاحاً جديداً إلى المئات التي اختبرتها في سوريا منذ تدخلها في سوريا في أيلول 2015، حيث كشف مصدر عسكري روسي، اليوم الأحد، عن اختبار سلاح متعلق بتسيير وتوجيه الطائرات المسيرة.
المصدر الذي يتبع لـ “المجمع الصناعي العسكري الروسي” كشف عن قيام القوات الجوية الروسية باختبار تقنية إرسال طائرات عسكرية مسيرة لضرب أهداف وصفها بـ “الإرهابية” عبر تقنية اتصال بعيدة المدى “ستريليتس إم” الروسية.
وقال لوكالة “سبوتنيك” إن “الاختبارات جرت منذ فترة وجيزة حيث تم استخدام الطائرات المسيرة بمساعدة نظام ستريليتس إم التقني الذي يقوم بإرسال الإحداثيات والمعلومات بين الطائرات ومقر القيادة والتحكم المباشر”.
ويشير إلى أن آلية عمل هذه التقنية تعتمد على كشافة أرضية تقوم بمساعدة أجهزة نظام “ستريليتس إم” الذي يكشف الهدف ويعرضه على خريطة إلكترونية في مقر القيادة والتحكم، بالإضافة إلى تفاصيل عن الإحداثيات الدقيقة.
ويضيف أنه “تم تنفيذ العمليات عن طريق إرسال الإحداثيات الدقيقة للأهداف مباشرة إلى مقر القيادة والتحكم حيث قام الخبراء بتنفيذ الضربات عبر الاتصال اللاسلكي بالطائرات المسيرة”.
وتعمل القوات الروسية حالياً على تحقيق مستوى كاف من التشغيل الآلي للطائرات المسيرة، حيث تتوقع في المستقبل أن تختبر نظام “ستريلتس إم” من قبل القوات البرية لتحديد الهدف للطائرات المسيرة الهجومية بشكل مباشر من العناصر التي تقاتل في الميدان.
ما هي تقنية “ستريليتس إم” الروسية؟
“ستريليتس” هو آخر تحديث دخل الخدمة لدى فرق الاستطلاع الروسية نهاية عام 2019، وهو مزود بنظام “غلوناس”، الذي يتحكم بالقتال، ويحدد الأهداف المكتشفة وإحداثياتها ويعد البيانات لاستخدام الأسلحة بفعالية.
وفي حزيران 2019 أعلن نائب مدير “راديو أفيونكا”، أوليغ باراشكوف، أن روسيا انتهت من تطوير منظومة الاستطلاع والسيطرة والاتصال من الجيل الجديد، وقال هي “منظومة محدثة بعمق عن منصة ستريليتس الموجودة في الخدمة”.
ووفق وسائل إعلام روسية، فإنه تم تزويد القوات المسلحة الروسية بحوالي 10 آلاف منظومة “ستريليتس”، يتم تشغيلها من قبل القوات البرية والقوات الساحلية والقوات المحمولة جواً والقوات الجوية.
وتم تصميم “ستريليتس” لتوفير التفاعل في رابط “الجندي – فرع – فصيلة – فرقة”، بحسب وكالة “سبوتنيك” مضيفة “هو ضروري لتوفير الاتصالات وإدارة الأفراد العسكريين. كما يسمح بمراقبة وضع الجندي والبحث عن المصابين. وكذلك يصحح نيران المدفعية والطيران التشغيلي التكتيكي”.
و”ستريليتس” يمكن أن يعمل في ظروف مناخية صعبة وتحت تأثير درجات الحرارة القصوى (تصل إلى -40 درجة مئوية وتصل إلى +50 درجة مئوية).
مئات الأسلحة جربتها روسيا في سوريا
لا تخفي روسيا قيامها بتجربة أسلحة -بعضها محرم دولياً- في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اختبرت أكثر من 300 نوع من الأسلحة، بمشاركة 70 ألف مقاتل خلال العملية العسكرية في سوريا.
وبحسب إحصائيات الوزارة، التي نشرتها وكالة “إنترفاكس” نهاية عام 2018، فإن روسيا اختبرت 300 نوع من الأسلحة شملت مقاتلات الجيل الخامس “SU-57″، ومنظومات الدفاع الجوي”Pantsir S”، ومدرعات “Terminator 2″ والروبوت القتالي”Uran-9” المدرع.
ومطلع العام الفائت، أنهى الجيش الروسي اختبار المرحلة الثانية للطائرة الحربية المقاتلة “SU-57” من الجيل الخامس، خلال عملياته في سوريا.
وقال قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، إن المقاتلة من الجيل الخامس “SU-57” اجتازت جميع مراحل اختبار “الهجوم” في سوريا، ونفذت جميع المهام المخطط لها بنجاح، بحسب ما نشرته حينها، وكالة “سبوتنيك” الروسية.
الأمم المتحدة: روسيا ارتكبت جرائم حرب في سوريا
في آذار 2019، اتهم تقرير لمحققين من الأمم المتحدة روسيا بالمشاركة في ارتكاب جرائم حرب عبر تنفيذ غارات جوية في سوريا، استهدفت مدنيين.
التقرير تحدث عن الفترة بين نهاية عام 2019 ومطلع عام 2020، وهي الفترة التي ساعدت فيها روسيا قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية بالسيطرة على مناطق واسعة من أرياف إدلب وحلب وحماة، حيث قتل مئات المدنيين السوريين وهجّر مئات الآلاف من مدنهم وقراهم، نتيجة القصف الروسي العنيف.
وتزامن التقرير، مع حديث للجنة التحقيق حول وضع حقوق الإنسان في سوريا التي أنشأتها الأمم المتحدة عام 2011، التي أكدت أن لديها أدلة على أن طائرات روسية شاركت في غارات في إدلب، أسفرتا عن مقتل عشرات المدنيين.