سيريا مونيتور – دمشق
دعت روسيا جميع الأطراف السورية إلى بذل أقصى الجهود لوقف التصعيد ومنع إراقة المزيد من الدماء، مؤكدة أن أمن قواتها العسكرية وقواعدها في سوريا لا يزال مضمونًا.
وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن قلق موسكو من تدهور الأوضاع في سوريا، مشيرة إلى وقوع اشتباكات عنيفة في محافظتي اللاذقية وطرطوس بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة تُعرف بـ”المقاومة المحلية”. وأكدت زاخاروفا أن التقارير الواردة تشير إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من الجانبين، مما دفع السلطات إلى فرض حظر تجول في عدة مدن كبرى.
وشددت موسكو على ضرورة وقف العنف والتصعيد، داعية جميع القادة السوريين المؤثرين إلى التدخل لمنع المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين، مؤكدةً أن الحفاظ على الأمن الوطني وحماية حقوق جميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم، يمثل أولوية قصوى.
وأكدت زاخاروفا موقف بلادها الثابت في دعم وحدة الأراضي السورية، معربة عن أملها في أن تسهم جميع الدول المؤثرة في استقرار الوضع داخل سوريا. وأشارت إلى التزام موسكو بالتنسيق مع الشركاء الدوليين من أجل تحقيق تهدئة سريعة للأزمة الجارية.
الكرملين: أمن القوات الروسية في سوريا “مضمون”
في سياق متصل، أكد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن تصاعد العمليات العسكرية في سوريا لا يشكل تهديدًا مباشرًا للقوات الروسية المنتشرة هناك. وأوضح بيسكوف أن الجيش الروسي يتخذ جميع الإجراءات الضرورية لضمان أمن جنوده وقواعده العسكرية.
من جهة أخرى، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا، حيث نفّذت مجموعات مسلحة هجمات منسقة ضد مواقع قوات الأمن الداخلي ووحدات عسكرية سورية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. كما سيطرت تلك المجموعات على مواقع في ريفي اللاذقية وطرطوس، ونفذت عمليات تصفية ميدانية ضد عناصر الأمن.
في المقابل، سارعت وزارة الدفاع السورية إلى إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة، وتمكنت من استعادة السيطرة على عدة أحياء في مدينة اللاذقية ومدينة بانياس، فيما أطلقت عملية عسكرية واسعة النطاق لتمشيط مدينة جبلة وأريافها، بهدف استعادة السيطرة الكاملة على المناطق التي شهدت اشتباكات.
تتجه الأنظار إلى الجهود الروسية والدولية لاحتواء التصعيد في سوريا، وسط تحذيرات من تداعيات استمرار النزاع وتأثيره على استقرار البلاد والمنطقة ككل.