سيريا مونيتور – دمشق
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء، في زيارة رسمية تُعد تتويجاً لمسار طويل من التقارب السياسي والدبلوماسي بين دمشق والدوحة، بعد سنوات من القطيعة. وتم استقباله في الصالة الأميرية بمطار حمد الدولي من قبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعدد من كبار المسؤولين، في مشهد يعكس دفئ العلاقات المتجددة.
الزيارة تأتي بعد سلسلة من اللقاءات والاتصالات رفيعة المستوى خلال الأشهر الماضية، من أبرزها زيارة أمير قطر إلى دمشق في يناير، ولقاء الرئيس الشرع برئيس الوزراء القطري في فبراير، والاتفاق على إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي بمساعدات لوجستية وإنسانية قطرية.
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني علّق على الزيارة في تغريدة قال فيها: “نرافق اليوم فخامة الرئيس في الزيارة الرئاسية الأولى إلى الدولة التي دعمت السوريين منذ البداية”، في إشارة إلى المساعدات التي قدمتها قطر بعد سقوط النظام السابق في ديسمبر.
قطر كانت من أوائل الدول التي بادرت إلى استئناف علاقاتها مع سوريا الجديدة، عبر فتح سفارتها في دمشق وإرسال مساعدات إنسانية وطبية، في إطار دعمها للمرحلة الانتقالية. كما شاركت في مؤتمرات دولية لدعم إعادة إعمار سوريا، أبرزها مؤتمر باريس الوزاري في فبراير، واجتماع وزراء خارجية الخليج في مكة في مارس.
وشدد الطرفان خلال لقاءات متعددة على ضرورة بناء دولة المؤسسات، احتكار السلاح بيد الدولة، ودمج كافة القوى الوطنية في جيش موحد. كما ثمّنت قطر اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة، واعتبرته خطوة مهمة نحو تعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية.
الزيارة الرئاسية الحالية إلى الدوحة تفتح آفاق تعاون استراتيجي في مجالات التنمية، الطاقة، الإعمار، والعدالة الانتقالية، وتعكس توافقاً سياسياً ورؤية مشتركة لمستقبل سوريا واستقرار المنطقة.
