“سوريا الجديدة” جهود لإصلاح الإعلام وإحالة المتورطين للعدالة

أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال السورية، محمد العمر، عن خطة شاملة لإصلاح المشهد الإعلامي في سوريا الجديدة، مشدداً على أهمية محاسبة المراسلين الحربيين الذين شاركوا في الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري.

وأكد العمر أن الوزارة تعمل على صياغة معايير جديدة تضمن حرية الإعلام، مع الالتزام بقيم الحرية والعدالة التي تعكس تطلعات السوريين. وقال: “إعلام النظام السابق كان خاضعاً لتوجيهات أجهزة المخابرات، أما اليوم فنحن نطمح لإعلام حر ينقل صوت الشعب بصدق”.

إصلاح المؤسسات الإعلامية

وأشار الوزير إلى أن الوزارة أعادت تفعيل وكالة الأنباء السورية (سانا) لتكون مصدراً موثوقاً للأخبار الرسمية، بالإضافة إلى تطوير منصات رسمية تسهّل تواصل الجهات الحكومية مع المواطنين. كما أعلن العمر عن العمل على تعيين متحدثين رسميين يمثلون الحكومة، بهدف تحسين آليات التواصل مع وسائل الإعلام المحلية والدولية.

وفيما يتعلق بالمراسلين الحربيين الذين شاركوا في التغطيات الموجهة أو ساهموا في تبرير الجرائم التي ارتكبها النظام السابق، أوضح العمر أنه سيتم إحالتهم إلى القضاء المختص ومعاملتهم وفقاً لمبادئ العدالة الانتقالية. وأضاف أن هذه الخطوة تأتي استجابة للمطالب الشعبية لتحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين.

أما الصحفيون الذين انشقوا عن النظام السابق، فقد أكد الوزير أنهم سيكونون جزءاً من عملية بناء إعلام جديد يعبر عن قيم الحرية. كما أشار إلى تعاون الوزارة مع الجهات المختصة للكشف عن مصير الصحفيين المفقودين وتأمين عودتهم.

وفي تصريحات سابقة، شدد العمر على ضرورة ترسيخ حرية الصحافة والتعبير التي كانت مقيّدة لعقود. وقال: “نعمل على بناء إعلام يلتزم بقيم الحرية والديمقراطية ويعكس واقع سوريا الجديدة”.

ورغم هذه الجهود، لا يزال ترتيب سوريا على مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2024 منخفضاً، حيث جاءت في المرتبة قبل الأخيرة وفقاً لمنظمة “مراسلون بلا حدود”.

وأضاف العمر أن الوزارة تعمل على وضع رؤية شاملة تجمع المؤسسات الإعلامية تحت مظلة واحدة تمثل تطلعات الشعب السوري وتدعم عملية التحول الديمقراطي في البلاد. وأكد أن العمل جارٍ لبناء منظومة إعلامية تواكب التغيرات وتلبي طموحات السوريين في الحرية والعدالة.

تشير الخطوات المعلنة إلى بداية مرحلة جديدة في قطاع الإعلام السوري، حيث تسعى الحكومة الانتقالية إلى تجاوز إرث النظام السابق، والعمل على تأسيس إعلام حر يساهم في بناء سوريا المستقبل.