سيريا مونيتور..
أكد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، أن بلاده تدرس إمكانية السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها العسكرية على الساحل السوري، مشيرًا إلى أن أي اتفاق مع موسكو يجب أن يخدم المصالح الوطنية السورية.
وفي حديث لصحيفة “واشنطن بوست”، أوضح أبو قصرة أن العلاقات مع روسيا شهدت تحسنًا منذ تغيير الحكومة السورية، مؤكدًا أن دمشق تراجع المطالب الروسية بعناية. وحول إمكانية استمرار الوجود الروسي في قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، شدد على أن الأمر يعتمد على تحقيق مكاسب واضحة لسوريا.
وأشار وزير الدفاع إلى أن سوريا تبحث اتفاقيات دفاعية جديدة مع عدة دول، وتجري محادثات مع الولايات المتحدة وتركيا حول مستقبل قواعدهما العسكرية داخل الأراضي السورية.
وفيما يتعلق بلقاء الرئيس أحمد الشرع مع المسؤولين الروس مؤخرًا، رفض أبو قصرة الإفصاح عن تفاصيل المحادثات، لكنه أشار إلى أن ملف محاسبة بشار الأسد طُرح خلال الاجتماع. وأضاف أن سوريا تعمل على إعادة ضبط علاقتها مع روسيا بما يخدم مصالحها أولًا.
التفاوض حول الوجود الأميركي والتركي
كشف أبو قصرة أن بلاده تتفاوض بشأن الوجود العسكري الأميركي والتركي في سوريا، لافتًا إلى إمكانية إعادة تموضع القوات التركية وفق اتفاقات جديدة. وبالنسبة للوجود الأميركي في شمال شرق البلاد، أكد أن المفاوضات مستمرة ولم يتم التوصل إلى قرار نهائي بعد.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تحتاج إلى وقت لتحديد موقفها النهائي بشأن سوريا، خاصة مع التغييرات السياسية الجارية في واشنطن.
مستقبل مناطق “قسد” والمصالحة الوطنية
منذ توليه الحكم، يسعى الرئيس أحمد الشرع إلى استعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد”، والتي تشكل حوالي 25% من الأراضي السورية. ورغم رفضه الكشف عن تفاصيل المفاوضات، أكد أبو قصرة أن الحكومة تفضل الحلول السلمية وتجنب المواجهة العسكرية.
وأوضح أن دمشق رفضت مقترح اندماج قوات “قسد” ككتلة موحدة داخل وزارة الدفاع، مشيرًا إلى أن الأولوية هي ضمان خضوع هذه المناطق للسلطة المركزية، بما في ذلك السيطرة على السجون.
وأكد أبو قصرة أن نحو 100 فصيل مسلح في سوريا وافق على الاندماج ضمن وزارة الدفاع، في خطوة تهدف إلى إنهاء التشكيلات العسكرية غير النظامية. لكنه أشار إلى وجود بعض الفصائل التي لا تزال مترددة، مثل الجماعات المسلحة في الجنوب بقيادة أحمد العودة.
وشدد على أن جميع الفصائل التي ستنضم إلى وزارة الدفاع لن يُسمح لها بالبقاء كوحدات مستقلة، مؤكدًا أن عملية إعادة الهيكلة تهدف إلى استعادة الاستقرار والسيادة الكاملة للدولة السورية.
وفي ختام حديثه، أشار أبو قصرة إلى الضغوط التي تواجهها الحكومة في هذه المرحلة الانتقالية، قائلاً بابتسامة ساخرة: “بعد بضعة أشهر، قد يتحول شعري إلى اللون الأبيض بالكامل”.