سيريا مونيتور -دمشق
في المؤتمر السنوي التاسع للمفوضية الأوروبية لدعم سوريا، الذي حمل عنوان “الوقوف مع سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح”، تعهدت الإمامة الإسماعيلية وشبكة الآغا خان للتنمية بتخصيص 100 مليون يورو على الأقل لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار في سوريا خلال العامين المقبلين.
وأعلن الأمير رحيم الحسيني آغا خان الخامس، في كلمته التي ألقاها في المؤتمر، أن التمويل سيُوجه نحو تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، ودعم الطاقة المتجددة، وتحسين قطاعات الصحة والتعليم، ومعالجة أزمة انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى ترميم وصون التراث الثقافي السوري.
كما كانت هذه أول مشاركة للأمير رحيم الحسيني في فعالية عامة منذ توليه إمامة المسلمين الشيعة الإسماعيليين، ليخلف والده الراحل الأمير كريم آغا خان الرابع. وأكد الأمير في كلمته على أهمية إنهاء العنف، مشدداً على ضرورة أن تفي الحكومة السورية الجديدة بوعدها في بناء حكم منفتح وتعددي يشمل كافة شرائح الشعب السوري.
من جانبه، أعلن غطفان عجوب، المدير المقيم لشبكة الآغا خان للتنمية في سوريا، عن التزام الشبكة بتقديم 100 مليون دولار لدعم مشاريع التنمية في سوريا على مدى العامين المقبلين. وأوضح أن التمويل سيخصص لقطاعات حيوية مثل الطاقة والزراعة والتعليم والصحة والتنمية المجتمعية، وسيتم البدء في توزيع المبلغ بدءاً من الأسبوع المقبل وفقاً للمشاريع المقترحة.
عجوب أشار إلى أن الشبكة تعمل حالياً في جميع المحافظات السورية ولديها خبرة واسعة في القطاعات التي سيتم دعمها، موضحاً أن المرحلة المقبلة ستشهد التركيز على مشاريع الطاقة، إلى جانب تعزيز التمويل الصغير من خلال دعم مصرف التمويل الصغير الأول التابع للشبكة. وأضاف أن الشبكة ستستمر في دعم القطاعات الثقافية، مثل ترميم أسواق حلب القديمة، كما ستعزز الخدمات الصحية والتعليمية عبر دعم المراكز الصحية والمدارس.
علاوة على ذلك، ستركز الشبكة على تعزيز التنمية الزراعية من خلال دعم التعاونيات الإنتاجية، وتعاونيات مستخدمي المياه، وتعاونيات إنتاج الطاقة، وهي مشاريع كانت محدودة في سوريا في السنوات الماضية، ولكن أصبحت الآن أكثر قابلية للتنفيذ. وأوضح عجوب أن الشبكة ستبدأ العمل في مناطق جديدة مثل الساحل والمنطقة الشرقية، وستعزز المشاريع القائمة في المحافظات الأكثر احتياجاً.
وفي ختام حديثه، أكد عجوب أن شبكة الآغا خان ستواصل دعم جميع المحافظات السورية، مع التركيز على المناطق الأكثر تضرراً، مشدداً على أهمية العمل التعاوني في تحقيق التنمية المستدامة والتعافي الاقتصادي في سوريا.
