سيريا مونيتور
أكد الصحفي التركي عبد القادر سيلفي، المقرب من الحكومة، في مقال نشرته صحيفة حرييت، أن تركيا بدأت العد التنازلي لإطلاق عملية عسكرية جديدة في سوريا ضد القوات الكردية المسلحة.
أشار سيلفي إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي حذّر قائلاً: “قد نأتي فجأة في إحدى الليالي”. وأضاف أن التحذيرات التركية ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تمثل “وحدات حماية الشعب” عمودها الفقري، تزايدت مؤخراً، في ظل تأكيد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن هذه الجماعات لم تُظهر أي نية لمغادرة سوريا.
الأولويات التركية في سوريا
تعتبر أنقرة قوات سوريا الديمقراطية امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابياً من قبل تركيا وعدة دول غربية. وأوضح سيلفي أن تركيا تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين في سوريا: القضاء على حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، وضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وذكر سيلفي أن أنقرة قدمت فرصاً لحل سلمي يسمح بـ”انتقال بلا دماء”، لكنها وضعت تسليم السلاح من قبل حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب كخط أحمر لا يمكن تجاوزه.
وبحسب المقال، تعمل تركيا بالتنسيق مع الإدارة السورية الجديدة لتحقيق أهدافها، حيث أظهرت الإدارة عزمها على إجبار المسلحين الأكراد على إلقاء السلاح. وأوضح الكاتب أن الجماعات المسلحة الأخرى في سوريا وافقت على تسليم أسلحتها والانضمام إلى الجيش السوري، في حين لا يزال حزب العمال الكردستاني يتفاوض على شروط تسليم السلاح، وهو ما ترفضه أنقرة والإدارة السورية الجديدة.
أشار سيلفي إلى أن محاولات القوات الكردية الاستعانة بدعم القوى الأوروبية لم تعد ذات تأثير كبير في الملف السوري، موضحاً أن الدعم الأوروبي، خصوصاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بات ضعيفاً. وأضاف أن تركيا أصبحت أكثر قوة في الساحة السورية بعد انهيار نظام البعث، مؤكداً تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن “مفتاح سوريا في أيدي تركيا”.
واختتم سيلفي مقاله بالتأكيد على أن الوقت الممنوح للدبلوماسية قد انتهى، وأن ساعة العد التنازلي للعملية العسكرية التركية قد بدأت، مشدداً على أن تركيا، بالتعاون مع السلطات السورية الجديدة، مستعدة لاتخاذ إجراءات حاسمة ما لم يتم تسليم السلاح من قبل القوات الكردية المسلحة.