سيريا مونيتور, إدلب
لقي مدني حتفه وأُصيب خمسة آخرون، معظمهم من الأطفال، جراء انفجارات جديدة لمخلفات الحرب في ريف إدلب شمال غربي سوريا، في مشهد متكرر يعكس الخطر المستمر الذي تُمثله الألغام والذخائر غير المنفجرة على حياة السكان.
وذكر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أن انفجار لغم أرضي من مخلفات النظام السابق وقع يوم الإثنين في قرية أبو دفنة شرق مدينة معرة النعمان، أثناء قيام رجلين بأعمال تنظيف بئر مياه كان يحتوي على ذخائر غير منفجرة، ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر بجروح.
وفي حادثة منفصلة، أُصيب أربعة أطفال من عائلة واحدة بجروح متفاوتة جراء انفجار لغم آخر في حي سكني عند أطراف مدينة معرة النعمان، ما تسبب بحالة من الذعر في المنطقة، وأعاد إلى الواجهة خطر الألغام المنتشرة في محيط المناطق السكنية والزراعية.
وأوضح الدفاع المدني أن الذخائر غير المنفجرة لا تزال تمثل تهديداً مباشراً للسكان، محذّراً من آثارها الممتدة التي تعرقل عودة الأهالي إلى منازلهم، وتقيّد حركتهم في الأراضي الزراعية، مما يعيق سبل عيشهم ويزيد من معاناتهم اليومية.
وفي السياق ذاته، أشارت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى أن الألغام ومخلفات الحرب أودت بحياة وإصابة أكثر من 600 شخص في سوريا منذ كانون الأول/ديسمبر 2024، غالبيتهم من المدنيين.
وحذّرت المنظمة، في تقرير حديث، من أن “التلوث واسع النطاق بالألغام والمتفجرات في مختلف أنحاء سوريا يشكّل خطراً مميتاً على المدنيين، وخاصة أولئك الذين يحاولون العودة إلى ديارهم بعد سنوات من التهجير”.
ويأتي هذا التحذير في ظل غياب جهود حقيقية لتطهير المناطق المتضررة من الألغام، وسط مطالب متزايدة من المنظمات الإنسانية بضرورة التحرك العاجل لإزالة هذه المخاطر وإنقاذ الأرواح.