سيريا مونيتور:
كشفت مصادر مطلعة لموقع “ميدل إيست أي” أن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً على كل من تركيا وإسرائيل من أجل تفعيل محادثات عسكرية تهدف إلى تفادي أي اشتباك غير مقصود في سوريا، في ظل تزايد تحليق الطائرات الحربية للطرفين ضمن مناطق متقاربة داخل الأراضي السورية. وقد نقل الموقع عن مسؤول أميركي أن وزير الخارجية ماركو روبيو شدد خلال اجتماعه مع نظيره التركي هاكان فيدان في واشنطن في 3 نيسان الجاري، على أهمية التهدئة مع إسرائيل وتوسيع قنوات التواصل.
وبحسب المسؤول، فإن الوزير الأميركي عاد وأكد على نفس النقاط خلال مكالمة هاتفية لاحقة مع فيدان، مشيراً إلى قلق الولايات المتحدة من خطورة الوضع في الأجواء السورية، حيث تقترب الطائرات التركية والإسرائيلية من بعضها بشكل مقلق، ما يرفع من احتمالية وقوع اشتباكات عفوية أو تصادمات جوية غير محسوبة. وقد وصف المصدر الوضع بأنه حساس للغاية، ويستدعي إنشاء آلية تواصل مباشرة لتفادي أية تطورات خطيرة.
وفي المقابل، قلل مسؤول تركي من أهمية هذه الجهود الأميركية، موضحاً أن أنقرة تحتفظ منذ سنوات بقنوات مماثلة مع روسيا وإيران والولايات المتحدة، ولا ترى في إنشاء قناة اتصال مماثلة مع إسرائيل تطوراً كبيراً. وأضاف أن تركيا وإسرائيل سبق أن نسقتا عبر القيادة المركزية الأميركية خلال عمليات مثل إجلاء المواطنين الأتراك من لبنان العام الماضي، ما يعني أن التواصل بين البلدين ليس جديداً تماماً.
كما أشار مصدر مطلع إلى أن القناة التي يجري العمل عليها ستسمح بوجود تواصل مباشر على مدار الساعة بين الجانبين، مما يعزز التنسيق السريع ويفتح المجال لتفادي الحوادث في الوقت الفعلي. وفيما رأى البعض أن مثل هذه القناة لا تتطلب اتفاقاً رسمياً، بل يمكن الاكتفاء بتفاهم غير معلن، كشف مصدر آخر أن إسرائيل شعرت بتردد تركي تجاه هذا التنسيق منذ كانون الأول الماضي.
وبينما تُظهر إسرائيل انفتاحاً أكبر على هذا النوع من التعاون، تتعامل تركيا بحذر، خاصة في ظل اعتقاد مسؤوليها أن الهدف الحقيقي لإسرائيل يتجاوز مجرد تفادي الاشتباكات، ويتركز على تأمين نفوذ أكبر لها داخل سوريا. وبحسب مصادر تركية، فإن إسرائيل تسعى لاستبعاد القوات التابعة للحكومة السورية الجديدة، والتمتع بحرية الحركة داخل الأراضي السورية دون قيود، وهو ما تعتبره أنقرة تهديداً لاستقرار المنطقة.
وترى تركيا أن سوريا بحاجة الآن إلى جهود إعادة إعمار ودعم اقتصادي، واعتراف دولي يعزز مؤسسات الدولة، بعد حرب استمرت لأكثر من 14 عاماً، مشددة على أن أي محاولات لإعادة تشكيل النفوذ في البلاد من خلال هذا النوع من التفاهمات قد تقوّض الاستقرار الذي تسعى إليه الحكومة السورية الجديدة.