أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير خارجية حكومة أسد فيصل المقداد سيلتقي نظيره سيرغي لافروف خلال زيارة مرتقبة إلى العاصمة موسكو، في ثاني زيارة للمقداد بعد تسلمه منصب وزير الخارجية الشهر الماضي.
وقالت الخارجية الروسية في بيان، نقلته وكالات روسية اليوم الجمعة، أن لافروف سيجري في 17 من الشهر الحالي محادثات مع المقداد خلال زيارة عمل إلى موسكو لمناقشة آخر التطورات الخاصة بالأزمة السورية وخاصة التسوية السياسية وإعادة اللاجئين.
الزيارة المرتقبة هي الثانية للمقداد منذ تسلمه منصب وزارة خارجية حكومة أسد في 21 الشهر الماضي، خلفا لوليد المعلم، حيث كانت الزيارة الأولى الأسبوع الماضي إلى إيران والتقى خلالها معظم المسؤولين الإيرانيين.
وشكك مراقبون بزيارة المقداد الأخيرة إلى طهران سيما مع تسليط الأضواء الإعلامية عليها بشكل لافت، ولقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره جواد ظريف، إضافة للقاء وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي خلال الزيارة رغم اختلاف المهام بين الوزيرين.
وتعد إيران وروسيا الحليفين البارزين لميليشيا أسد وهما تتنافسان على الهيمنة على القرار السياسي والعسكري في مناطق سيطرة الميليشيا بسوريا، في وقت تعيش حكومة أسد عزلة دولية واسعة، الأمر الذي يقلص خيارات الزيارة للمسؤولين في حكومة أسد لاسيما زيارات المقداد لطهران وموسكو.
وتدخلت روسيا إلى جانب ميليشيا أسد في أيلول عام 2015 عبر أسطولها الجوي والبحري وقواتها البرية، وتسبب منذ ذلك الوقت بمقتل عشرات آلاف المدنيين وتدمير المدن السورية وعلى رأسها مدينة حلب، في مسعى متواصل لإعادة تعويم حليفها أسد رغم الخسائر الكبرى في سوريا.
وتأتي تلك التطورات تزامنا مع أزمة اقتصادية وسياسية هي الأكبر تعانيها حكومة أسد، مع اشتداد العقوبات الدولية على شخصياته وكياناته، ووصول الحل العسكري والسياسي إلى طريق مسدود، مقابل فشل روسي في احتواء تلك الأزمات والعجز عن دعم حليفه أسد في وجه الضغوط الدولية.
في موازاة ذلك، تواجه إيران عقوبات وضغوطا دولية واسعة لدفعها على إخراج ميليشياتها من سوريا، لكن التصريحات الرسمية الأخيرة لطهران أكدت أنها ستواصل دعم أسد وخاصة في المجال العسكري.
