في أحد معاهد البحوث بالولايات المتحدة الأميركية، تمكن العالم التركي سرحات جمرُكتشو من تطوير دواء كشفه للمجتمع الطبي العالمي، يمكن أن يقضي على فيروس كورونا عند الإنسان، خلال 48 ساعة.
ويرأس جمرُكتشو فريق البحوث السريرية بالمعهد، وقد طور مع فريقه طريقة للعلاج، في شكل بخّاخ، يهدف إلى القضاء على خلايا فيروس كورونا.
وتوصل الفريق البحثي إلى طريقة للعلاج أُطلق عليها “Hijack RNA” تقوم على استخدام الإنزيمات البروتينية لفيروس كورونا “SARS-CoV-2” وقد أظهرت النتائج التي أجريت على الحيوانات أن طريقة العلاج تقضي على الفيروس خلال 6 أيام.
ويمكن استخدام الدواء لأغراض الوقاية أيضاً إذ إن تأثيره يبقى بالجهاز التنفسي لعدة شهور. وأخيرا أُعلنت نتائج الدراسة خلال مؤتمر بعنوان “الفيروسات القهقرية وحالات العدوى الانتهازية” (Retroviruses and Opportunistic Infections) وتقدم الفريق بطلب لإدارة الغذاء والدواء الأميركية للحصول على إذن بإجراء التجارب على البشر.
ومن المخطط أن تستخدم طريقة العلاج، بعد نجاح التجارب على البشر، عبر جرعات يتم بخُّها في الفم مرة واحدة على فترات تتراوح بين 9-10 أشهر لأغراض العلاج والوقاية.
ومن المستهدف أن يتم استخدام هذه الطريقة لمنع الأوبئة الناجمة عن فيروس “SARS-CoV-1” (سارس) والسلالات المتحورة منه والأوبئة الناجمة عن عائلة الفيروسات التاجية.
طريقة العلاج
في حوار مع الأناضول تحدث جُمركتشو عن دراسته التي ركزت في القضاء على فيروس كورونا وعن طريقة عمل العلاج “Hijack RNA”.
وأوضح جمركتشو أن العلماء في محاربتهم للعدوى الفيروسية عادة ما يستهدفون إنزيمات الفيروسات ويحاولون تطوير أدوية تعطل هذه الإنزيمات وإنه فكر منذ 3 سنوات في أنه يمكن تطوير آلية تختلف عما سبقها.
وأضاف أنه طور نموذجاً وآلية جديدة للعلاج يقوم فيها الدواء بالتفاعل مع الإنزيمات ومن ثم إعطاء إشارة للفيروس والخلية ليقتل نفسه بنفسه.
ومضى قائلا “بدأنا التجارب على عدوى التهاب الكبد الوبائي B ثم ظهر وباء فيروس كورونا فبدأت في دراسة الفيروس مثل كل مختبرات الأبحاث في العالم. وقمت بتغيير آلية العلاج التي طورتها لعلاج التهاب الكبد الوبائي “B”، بتعديل الشيفرة الوراثية والكود الجيني للدواء وإعادة تصميمه ليستهدف فيروس كورونا، وعقب الانتهاء من تصميم العلاج بدأتُ العمل على الخلايا”.
وأشار جمركتشو إلى أنه تلقى ردود فعل إيجابية بالمؤتمرات العلمية الدولية بخصوص آلية العلاج وأنهم بدؤوا التجارب على الحيوانات خلال تلك المرحلة بالتعاون مع بعض الجامعات.
والنتائج التي حصل عليها الباحث التركي من التجارب على الحيوانات أظهرت أنهم يمكنهم القضاء على كورونا بجرعة واحدة من العلاج خلال 6 أيام (عند الحيوانات)، وفق قوله.
واستطرد “في التجارب على الحيوانات نستخدم جرعات وكميات من الفيروس لحقنها، تفوق بكثير الكمية التي يُحقن بها الإنسان وتصل إلى 10 آلاف ضعف، وبالنظر إلى أن العلاج يقضي على هذه الجرعة المرتفعة خلال 6 أيام يمكننا أن نخمن أن العلاج سيقضي على الفيروس خلال يومين أو ثلاثة عند الإنسان”.
وأوضح جمركتشو أنهم يخططون لبدء التجارب على البشر خلال شهر بعد الحصول على التصريحات اللازمة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
تعاون مع العلماء في العالم
وأعلن جمركتشو عن أبحاثه أمام عدد من أبرز العلماء في العالم خلال مؤتمر “الفيروسات القهقرية وحالات العدوى الانتهازية” وقال إنه تلقى عروضاً من باحثين كبار للتعاون معه، وبدأ التعاون بالفعل مع عدد من المعاهد والجامعات الكبرى عالميا.
وأشار إلى أن العلاج الذي طوروه فعال ضد السلالات المتحورة من فيروس كورونا لأنه يستهدف إنزيمات الفيروس اللازمة لمواصلة دورة حياته.
“بخاخ” يدوم تأثيره 10 أشهر
وأضاف جمركتشو للأناضول، أنهم صنعوا الدواء في شكل “بخاخ” يُعطى بجرعة واحدة عن طريق الفم ويدوم تأثيره من تسعة إلى عشرة أشهر، متوقعا طرح الدواء بالأسواق نهاية العام الجاري.
وأشار إلى أن تأثير العلاج يبقى لشهور في الجهاز التنفسي ولذلك يمكن استخدام الدواء لأعراض الوقاية أيضاً وليس للعلاج فقط.
وذكر جمركتشو أنه تلقى عروضاً من عدة شركات لتطوير اللقاح إلا أن المعهد الذي يعمل به يقوم بعمله للأغراض الخيرية ويهدف إلى توزيع الدواء على الدول بالتساوي بغض النظر عن حالتها الاقتصادية.
وأشار الباحث التركي إلى احتمالية عودته إلى تركيا في المستقبل ليواصل أبحاثه في مجاله من بلده الأم.
والدكتور جمرُكتشو من مواليد ولاية إزمير عام 1982، تلقى تعليمه الأساسي في مسقط رأسه، ثم التحق بكلية الطب في جامعة “9 أيلول” الحكومية (DEÜ).
وعقب حصوله على شهادة الطب، التحق بجامعة “First Moskow State” الروسية وتخصص في علم الوراثة، ثم حصل على درجة الدكتوراه في علم المناعة والأورام.
ومنذ 2013 يعمل جمرُكتشو بالولايات المتحدة، على أبحاث حول العلاج الجيني والخلايا في مجال الأمراض السرطانية والمعدية، وبدأ منذ 2018 بإجراء أبحاثه ودراساته في مختبر أبحاث يحمل اسمه بمعهد “Seraph Research” للبحوث في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا.