سيريا مونيتور -دمشق
كشف القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، مظلوم عبدي، عن تفاصيل الاتفاق الأخير بين “قسد” والحكومة السورية، والذي يشكل تحولاً جديداً في العلاقة بين الطرفين، ويركز على دمج مؤسسات “الإدارة الذاتية” في الدولة السورية، تمهيداً لتشكيل وفد موحد للتفاوض مع دمشق.
وفي مقابلة مع موقع المونيتور، أكد عبدي أن النقاشات الحالية تدور حول التوصل إلى صيغة حكم محلي في شمال شرقي سوريا، مشيراً إلى أن هناك أحزاباً كردية تطالب بالفيدرالية، بينما يتم الإعداد لمؤتمر جامع يهدف لتوحيد الموقف الكردي واختيار ممثلين موحدين للحوار مع دمشق.
ترتيبات مؤقتة وانتشار عسكري جديد
تحدث عبدي عن الترتيبات المؤقتة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، والتي ستنتهي فور التوصل إلى تسوية شاملة. كما أشار إلى اتفاق فني وعسكري حول سد تشرين، يقضي بالحفاظ على الكوادر القائمة لتأمين استمرار العمل.
وأوضح أن التفاهم شمل انسحاب “قسد” شرقاً، مقابل انتشار قوات الحكومة السورية في مناطق عازلة، بهدف تقليل المواجهات مع فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا، وخلق بيئة أكثر استقراراً.
واعتبر عبدي أن توقيع الاتفاق مع الرئيس السوري أحمد الشرع خفّف من حدة الخطاب التركي تجاه “قسد”، وأسهم في إسقاط بعض الشروط التي كانت تُطرح من أنقرة. كما أكد أن اللقاء مع الشرع تم في أجواء إيجابية، و”بروح من الاحترام المتبادل”.
ورغم نفيه علم تركيا المسبق بالاتفاق، أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تكن طرفاً في التفاوض، لكنها ساعدت لوجستياً في تأمين التواصل مع دمشق، مؤكداً أن واشنطن تدعم الاتفاق لتأثيره الإيجابي على استقرار المنطقة.
مستقبل قسد والاندماج العسكري
أكد عبدي أن “قسد” لا تسعى لتكوين جيش منفصل، بل للاندماج ضمن الجيش السوري المستقبلي، مع الحفاظ على خصوصيتها التنظيمية وخبرتها القتالية، وهو ما اعتبره خطوة نحو جيش وطني موحّد يمثل كل السوريين. وأوضح أن الحكومة السورية لم تُبدِ اعتراضاً على بقاء المقاتلين العرب في صفوف “قسد”، فيما يُتوقع أن تُناقش أوضاع المناطق ذات الغالبية العربية في مرحلة لاحقة.
عبدي تناول كذلك أحداث العنف الأخيرة في الساحل السوري، معتبراً أن “بقايا النظام المخلوع” يقفون خلفها بهدف تعطيل مسار التحول السياسي. وأكد أن الطائفة العلوية جزء أساسي من النسيج السوري، ولا علاقة لها بهذه المحاولات، مشدداً على التزام “قسد” الكامل باتفاق العاشر من آذار ومسار التحول في سوريا الجديدة.