سيريا مونيتور -دمشق
حذّر المفكر العربي عزمي بشارة من خطورة المخططات الإسرائيلية الجارية في المنطقة، خصوصاً في سوريا ولبنان، مشيراً إلى أن شعار “الشعب السوري واحد” قد كلف السوريين دماء كثيرة ولا ينبغي التخلي عنه. جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية له مساء الثلاثاء على شاشة “تلفزيون العربي” في قطر.
وأكد بشارة أن المشرق العربي مهدد بالتحول إلى منطقة نفوذ إسرائيلية في ظل غياب رد عربي حاسم، مشيراً إلى أن ما تفعله إسرائيل في سوريا ولبنان مؤشر واضح على نواياها. وأضاف: “واشنطن وتل أبيب قد تتسببان في تقسيم سوريا واندلاع حرب أهلية في لبنان، ويجب مواجهة ذلك بدولة وطنية لجميع مواطنيها”.
وفي حديثه عن الوضع في سوريا، لفت بشارة إلى أن الهدف الإسرائيلي الأول تحقق خلال رئاسة ترامب، حين اعترف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، بينما يتمثل الهدف الثاني في تحويل سوريا إلى دولة منزوعة السلاح، بل بلا جيش فعلي، ما يعيد إلى الأذهان مخطط الانتداب الفرنسي بتقسيم سوريا إلى دويلات طائفية.
وشدد بشارة على ضرورة أن تواجه الإدارة السورية الجديدة هذا المشروع بتوحيد المجتمع السوري والتمسك بدولة وطنية تشاركية، لا تستبدل ديكتاتورية أقلية بدكتاتورية أكثرية. ودعا إلى ضمان تمثيل فعلي لمختلف مكونات المجتمع السوري، محذراً من استمرار الخوف والتمييز الطائفي، خاصة في الساحل السوري، حيث “يُسأل الناس عن طوائفهم من قبل عناصر أمنية”.
وفي ما يتعلق بالتصريحات الأميركية، أشار بشارة إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب أوحى في مؤتمره مع بنيامين نتنياهو بنيته قبول تقاسم سوريا بين نفوذ إسرائيل وتركيا، معتبراً أن هذا ينسجم مع رؤيته المبنية على المصالح فقط، دون اعتبار للحلفاء أو الأعداء.
أما بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، فقد شدد بشارة على أن أهدافها تجاوزت الرد على عملية 7 أكتوبر، وباتت تسعى إلى تهجير سكان القطاع وضم الضفة الغربية. وقال إن إسرائيل تتصرف كمنتصر يفرض شروطه، ولا تسعى إلى أي تسوية سياسية.
وأكد أن إسرائيل ترفض جميع المبادرات، سواء المصرية أو القطرية، لأنها تسعى إلى احتلال غزة بالكامل، معتبراً أن المفاوضات تُدار فعلياً بين واشنطن وتل أبيب، وليست بين إسرائيل والفلسطينيين.
ورأى بشارة أن استمرار الغياب العربي الفعال قد يُسرّع تنفيذ هذا المخطط، لكنه أشار في المقابل إلى مؤشرات إيجابية، أبرزها تنامي الضغط الشعبي العربي، واجتماع قادة عرب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتباحث حول تطورات غزة. وأوضح أن انزعاج ترامب من نتنياهو مؤخراً ربما يعكس الضغوط الدولية المتزايدة عليه، مشدداً على أن حركة التضامن العالمية في تصاعد، وقد تؤثر في مواقف الإدارة الأميركية مستقبلاً.