على خطا النازيين: “أطباء” ميليشيا الحرس الثوري الإيراني يرتكبون جرائم طبية على القاصرين في دير الزور

لم تتوقف الاتهامات سواء من ناشطين بارزين أو صحافيين أو من الأهالي لمليشيات إيران بالوقوف خلف تجارة وترويج المخدرات في محافظة دير الزور، بل تعدى الأمر نحو ارتكاب الميليشيات الإيرانية جريمة تهز الضمير العالمي في حادثة غير مسبوقة ضد أطفال أبرياء.

فقد نقل مصدر مقرب من أجهزة أمن النظام بدير الزور تفاصيل جريمة مروعة ارتكبتها الميلشيات الإيرانية بحق أطفال قصر، وقال المصدر بأنه يقدم هذه المعلومات تحت ضغط شعور مؤلم بالمسؤولية وتأنيب الضمير ويريد فضح جانب من ممارسات الميلشيات الإيرانية التي ترقى لمصاف جرائم ضد الإنسانية، خاصة انها استهدفت هذه المرة اطفالاً أبرياء يعانون من الفقر والحاجة، طالباً عدم كشف هويته خوفاً على حياته.

ضحايا الجريمة المروعة

لم تعد دير الزور ممراً رئيسياً للمخدرات العابرة من الحدود الشرقية مع العراق فحسب، بل بات سوقاً رائجة لمختلف أنواعها المستثمرة في المحافظة بعد أن حولتها إيران وميليشياتها إلى “محمية إيرانية” على الأراضي السورية، وتجاوزت ذلك إلى إنشاء معامل بدائية الصنع تنتشر في مناطق متفرقة من محافظة دير الزور، وأخضعت عملية التصنيع لتجارب جودة وتأثير المواد المخدرة على الأطفال الأبرياء، حيث أحضر عناصر من الميلشيات الإيرانية عصر يوم الثلاثاء 3 تشرين الأول الجاري، خمسة أطفال إلى مشفى السلوم الخاص بدير الزور (النور سابقاً)، بحالة حرجة، وادعو أن الأطفال تعرضوا للتسمم، ولدى فحصهم من قبل الأطباء تبين أن اثنين منهما متوفيان، فيما يعاني الثلاثة الآخرين من مشاكل صحية خطيرة بسبب تناول كميات كبيرة من المخدرات.

وهنا هويات الأطفال الضحايا والتوصيف الطبي للحالة

• الضحية الأولى هو الطفل سعد فراس طعمة “متوفي”، والدته رحاب، من مواليد ٢٠٠٧(16 سنة)، يتيم يعيش لدى عمته في حي (طب الجورة)، سبب الوفاة الحقن بكميات كبيرة من المخدرات.

• الضحية الثانية هو الطفل محمد صلاح الرفاعي “متوفي”، والدته مرام، من مواليد ٢٠٠٩(14 سنة)، قتل والده سنة 2015 ويعيش في منزل جده لأبيه في حي (طب الجورة). سبب الوفاة تدخين كميات كبيرة من الحشيش المخدر ما أدى إلى تسرع ضربات القلب ومن ثم توقفه.

وقد جرت محاولات للانعاش بجهاز الصدم الكهربائي باءت بالفشل.

أما الأطفال المصابين فهم:

• سامي عبد الغفار العكلة، والدته فاطمة، من مواليد سنة 2007.

• رائد محمود العبد، والدته سناء، من مواليد سنة 2005.

• عبدالله مصطفى ملحم، والدته راما، من مواليد سنة 2007.

وكل طفل تناول، حسب افادتهم، كمية كبيرة من الاقراص المخدرة، وأجريت لهم عمليات غسيل معدة متكررة لكن الحالة لم تتحسن.

وهنا يجب أن ننوه لمسألة هامة وهي أننا أوردنا أسماء الأطفال لأسباب متعدد أهمها التدليل والتوثيق على الجريمة التي ارتكبتها الميليشيات الإيرانية، إضافة لإعطاء الهيئات الحقوقية معلومات دقيقة لكي تتمكن من التحقيق في الجريمة.

مجريات الجريمة

وفق المصدر، فإن الأطباء والممرضين الذين عالجوا الأطفال المصابين، استجوبوهم اثناء محاولات علاجهم، وعلموا بأن الأطفال الخمسة قد جرى استخدامهم من قبل الدكتور فريد لتجربة جودة وتأثير أنواع مخدرات جديدة انتجها في المختبر والمعمل الذي يديره، وذلك داخل أحد مقراته السريّة، حيث اجبرهم على تعاطي كميات كبيرة حتى مفارقة الوعي، فمن هو الدكتور فريد؟

طبيب متوحش

قال المصدر إن فريد العاصي هو لبناني الجنسية والخبير المسؤول من طرف الحرس الثوري الإيراني عن إنتاج وتصنيع المخدرات في دير الزور منذ أكثر من سنتين، ويدير عدة معامل صغيرة في مناطق مختلفة في مدينة دير الزور، كما يشرف على مزارع الحشيش في عدة مناطق من ريف دير الزور، ويعتبر عمله من أهم مصادر التمويل للميلشيات الإيرانية في المحافظة.

وقد زودنا المصدر بما قال إنها معلومات جواز سفر الدكتور فريد المتوفرة لدى أجهزة النظام الأمنية، وهي على النحو التالي:

الاسم: فريد

الشهرة: العاصي

اسم الأب: ع.ي

اسم الأم وشهرتها: ز.ر

محل الولادة: النبطية

تاريخ الولادة: ١٩٧٣/٩/١

الرقم ٠٠٠٠٢١١٣.١.٨

الجنس: ذكر

الوضع العائلي: متأهل

تاريخ الإصدار: ٢٠١٤/٧/٢٩

فئة الدم:o+

رقم السجل: ١٤٩

المحلة أو القرية: النبطية التحتا طريق تبنين

المحافظة: النبطية

القضاء: النبطية

للجريمة بقية!

لم تكتف الميلشيات الإيرانية بارتكاب جريمة القتل بهذه الطريقة المروعة، بل اتبعتها بجريمة أخرى، ففي فجر يوم 4 تشرين الأول حضر مجموعة عناصر من الميلشيات الإيرانية إلى المشفى وأخذوا جثتي الطفلين المتوفين إلى جهة مجهولة، ويعتقد انه تم إتلافهما لمحو كافة آثار الجريمة، وعندما جاء ذوو الضحيتين لاستلامها قيل لهم في المشفى أن أشخاصاً زعموا أنهم من العائلة وقدموا وثائق سورية بأسماء مشابهة، قد تسلموا الجثث لدفنها.

أما الأطفال الثلاثة الأحياء فقد تم نقلهم من المشفى بأوراق تقول إن عائلاتهم قد أخرجتهم على مسؤوليتها، ولا تعرف الجهة التي أخذتهم ولا أين ذهبت بهم، وتخشى عائلاتهم انه قد تمت تصفيتهم لعدم الإبقاء على أي شهود أحياء على الجريمة.

التحقق من القصة؟

نتيجة الشك في دوافع المصدر وغاياته، أجرى مراسلنا تحرياته في الأوساط الاجتماعية الخاصة، وتأكد بنسبة مئة في المئة من معلومات المصدر الخاص عن الأطفال المذكورين واختفائهم فعلاً، ويستطيع أي شخص من أهالي دير الزور التحقق منها أيضا، كما تبين له أن الأطفال كانوا ممن تستغلهم الميلشيات الإيرانية في بيع وترويج المخدرات لتلاميذ المدارس الصغار وفي الحدائق العامة وغيرها مقابل أجور زهيدة نظراً لوضع عائلاتهم الاقتصادي المتردي، وذلك تحت غطاء “جامع خرداوات وبلاستيك”، كما تم التأكد من عدم معرفة الأهالي بمصير جثث المتوفين أو مصير المصابين، والاهم من ذلك أن وفداً إيرانيا زار عائلتي المتوفين وقدم مبلغاً من المال، مع طلب عدم التحدث عن الموضوع علنا وعدم إعطاء أي معلومات عن الحادثة.

هل يبقى المجرم طليقاً؟

تشبه جريمة الدكتور فريد جرائم الطبيب النازي جوزيف منغليه، الذي أجرى تجارب على أطفال يهود في المعتقلات النازية بالسموم المتنوعة وعلى رأسها السيانيد وكان يراقبهم بنشوة وهم يعانون حتى الموت، وأصبحت حياته التي عاشها بعد الحرب متخفيًا مثالًا على فشل العالم في تقديم الجناة النازيين إلى العدالة. حيث نجا المجرم بفعلته بعد سقوط النازية واختفى في أميركا الجنوبية تحت اسم مستعار حتى توفي غرقاً سنة 1979، فهل يفلت من العدالة قادة وأعضاء الميلشيات الإيرانية؟ هل ينجو الدكتور المجرم فريد العاصي أيضاً؟!

والسؤال الأهم هو إلى متى يستمر بعض سكان دير الزور بإرسال أبنائهم إلى هذه المحرقة الإجرامية التي يديرها الحرس الثوري الإيراني الإرهابي؟

Read Previous

إحصائية إدارة معبر باب الهوى: 370 شاحنة من المساعدات دخلت إلى سوريا خلال الشهر الفائت

Read Next

وزارة التعليم في حكومة النظام ترفع الرسوم الجامعية لجميع الاختصاصات رغم الغلاء المعيشي الذي يعاني منه الأهل والطلاب

Leave a Reply

Most Popular