سيريا مونيتور
أغلقت الإدارة الذاتية التابعة لـ ميليشيا (قسد) مولاً يضم نحو 100 محل تجاري في مدينة معبدة بريف الحسكة بذريعة وجود مخالفة بناء رغم افتتاح المول منذ أربع سنوات.
وافتتح “ميديا مول” والذي يتألف من أربعة طوابق ويضم أكثر من 100 محل في العام 2020 ببلدة معبدة (كركي لكي) بريف القامشلي بمحافظة الحسكة.
وقال يوسف حسين (اسم مستعار) أحد أصحاب المحال المغلقة إن “بلدية الشعب في معبدة منحت موافقات البناء لمتعهدي وأصحاب ميديا مول منذ العام 2018 وبعد الانتهاء من المشروع بيعت المحال بشكل منفصل لمواطني المنطقة ووفق قرارات وعقود رسمية بريئة الذمة”.
موضحاً أن “البلدية الآن تتذرع بأن البناء مخالف وهناك مبلغ مالي كبير يجب على أصحاب المحال دفعه بدلاً من تحميل المتعهد المتنفذ في الإدارة الذاتية وقسد مسؤولية المخالفة”.
وأشار حسين إلى أن “المواطنين يدفعون ضريبة الفساد في مؤسسات الإدارة الذاتية ومسؤوليها وبدلاً من محاسبة الفاسدين ممن منحوا رخصة البناء للمول قبل سنوات وتغريمهم يتم فرض ضرائب ومخالفات وإتاوات بحق سكان المنطقة وخاصة أصحاب المحال”.
وقال ثلاثة من أصحاب المحال في “ميديا مول” إن “نحو 300 عائلة فقدوا مصدر رزقهم الوحيد مع قرب حلول شهر رمضان الكريم، كون أغلب المحال مستأجرة ويعمل فيها أكثر من شخص”.
وأشار “أبو حسن” مستأجر في المول إلى “مطالبة بلدية الإدارة الذاتية أصحاب المحلات والمستأجرين بدفع غرامة مخالفة البناء خلال عشرة أيام مقابل السماح لهم بإعادة فتح محلاتهم بالرغم من أن المشكلة في الأساس سببها فساد مسؤولي البلدية”.
متهماً الإدارة الذاتية بـ”فرض أكبر قدر من الضرائب والمخالفات الباطلة على المواطنين بدون أي حق في ظل غياب القانون، ووجود سلطة فيها الحكم للقوات الأمنية والتجار والمتنفذين التابعين لها”.
وتتنصل البلدية من مسؤولية منحها لموافقات رسمية “مخالفة” لبناء المول وبيع المحلات وكذلك يؤكد المتعهد قانونية أوراق البيع والرخص الصادرة عن البلدية.
وتفرض بلديات الإدارة الذاتية ضرائب وإتاوات ومخالفات باهظة على أصحاب المحال والمشاريع والمعامل التجارية والصناعية ما تسبب بتراجع الاستثمارات في المنطقة وتفضيل أصحاب رؤوس الأموال التوجه للاستثمارات في الخارج.
واستشرى الفساد بشكل واسع في مؤسسات الإدارة الذاتية بشمال شرقي سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأطلقت “قسد” حملة أمنية في العام 2020 اعتقلت خلالها مئات المتهمين بقضايا اختلاس وفساد ولكن سرعان ما تم تعليق الحملة من جراء ارتباط مسؤولين كبار ومجموعات أمنية وعسكرية بهؤلاء بملف الفساد وخشية قسد من حدوث انشقاقات داخلية في حال الاستمرار بالحملة.