عن وباء الكوليرا في سوريا: الأعراض والعلاج وإحصائيات الإصابات

بدأ مرض الكوليرا يتفشى أكثر فأكثر في سوريا، مع ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات في بضع مناطق بالبلاد.

ويضيف مرض “الهواء الأصفر” عبئا جديداً على السوريين وسط الظروف الاقتصادية الصعبة،

والمرض الذي بدأت أولى علاماته تظهر في آب الماضي مع ارتفاع حرارة الطقس في شمال وشرق سوريا وتسجيله حالات إصابة ووفيات، أخذ يتمدد لاحقا إلى باقي المحافظات وصولا إلى العاصمة.

ورغم سهولة الخطوات المتبعة للعلاج من الكوليرا والوقاية منه، إلا أنه يمثل الكوليرا كابوسا حقيقيا في سوريا.

إحصائيات أولية:

وكشفت وزارة الصحة التابعة للنظام في إحصائية أولية عن عدد الإصابات التي تم تأكيدها والوفيات في مختلف المحافظات، إذ ثبت إصابة 53 حالة، تركزت في حلب، إضافة إلى 7 وفيات، منها 4 في حلب، وحالتان في دير الزور، وواحدة في الحسكة.

وسبق أن أعلن ممثل الأمم المتحدة في سوريا عمران رضا عن حصيلة وفيات مقاربة، إذ أكد أن المنظمة سجلت 8 وفيات في الكوليرا.

بينما أعلنت ”الإدارة الذاتية الكردية“ في شمال وشرق سوريا، التي شهدت أولى الحالات فيما يبدو، تسجيل 3 وفيات.

أسباب الوباء وبروتوكول العلاج

ولا يبدو الخبر عن تفشي وباء في سوريا غريبا مع استمرار معاناتها من أزمتها السياسية، التي أدت إلى غياب أبسط مقومات الحياة، وأدت إلى لجوء العديد من المزارعين لري محاصيلهم بالمياه الملوثة في محاولة للبقاء.

وبحسب ممثل الأمم المتحدة عمران رضا، فإنه إلى جانب ري المحاصيل بمياه ملوثة، يرجح أن مصدر العدوى ارتبط كذلك بشرب المياه غير الآمنة من نهر الفرات، الذي اضطر إليه الناس كخيار مع غياب توفر مياه الشرب.

أعراض الكوليرا:

وتتمثل أعراض الكوليرا بألم في المعدة مترافق مع صداع وإسهال شديدين، وإقياء واضطرابات هضمية وصولا إلى الجفاف الذي يؤدي إلى الوفاة.

وتظهر على المصاب الأعراض خلال 24 ساعة، بينما من الممكن أن تظل كامنة لدى أشخاص آخرين.

ويعتمد علاج الكوليرا على تحليل الإماهة الفموية التي تتطلب أحيانًا تزويد المريض بأكثر من أربعة ليترات من المحلول لعلاج الجفاف في حالات الجفاف المعتدلة، أما في الحالات الشديدة فيتم تعويض المصاب بالسوائل وريديًّا.

الإحصائيات تشير إلى أن حلب وإدلب الأكثر تضرراً

سجّلت مناطق شمال غربي سوريا 31760 حالة إصابة بوباء الكوليرا، بينها 17 حالة وفاة، وفق شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة حتى نهاية كانون الأول الماضي، ما يجعل من منطقتي إدلب وحلب ثاني ورابع أكثر المناطق تضرراً في سوريا على التوالي.

ويعيش سكان شمال غربي سوريا، البالغ عددهم نحو 4 ملايين نسمة، في ظروف مزرية، وهم معرضون للخطر بشكل خاص لأنهم يعتمدون على المياه من نهر الفرات للشرب وري المحاصيل، فيما تضرر القطاع الصحي في سوريا بشكل كبير بعد عقد من الحرب.

وسبق أن حذّرت منظمات دولية وأممية عدة من أن مناطق شمال غربي وشمال شرقي سوريا تواجه خطر تفشي وباء الكوليرا، وأن المياه الملوثة والنقص الحاد بالاستجابة الإنسانية وأسباباً أخرى تهدد بانتشار المرض في جميع أرجاء سوريا، مؤكدةً أن وصول الأهالي إلى المياه الكافية والنظيفة ما يزال يمثل مشكلة مقلقة.

آخر الإحصائيات لعدد الإصابات في الشمال ومناطق النظام:

وثقت المنظمات والمؤسسات المعنية وفاة 96 شخصاً بسبب الكوليرا في مناطق النظام والمعارضة، حتى 11 من كانون الأول الجاري.

وتوفي 47 شخصاً من جراء الإصابة بالكوليرا في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، 30 حالة منها في مناطق شمال شرقي سوريا، و17 في شمال وشمال غربي البلاد، بحسب وحدة تنسيق الدعم “ACU”.

ويوجد 22 ألفاً و763 إصابةً مشتبهة في شمال وشمال غربي سوريا، بينها 484 حالةً جرى إثباتها بالتحليل المخبري، بحسب عدنان طالب، منسق الاستجابة في شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة، الذي أشار إلى أن 26 في المئة من حالات الكوليرا موجودة في المخيمات، لا سيما مخيمات “أطمة” بريف إدلب الشمالي.

وأعلن النظام السوري من جانبه عن تسجيل 1609 إصابات مؤكدة بالكوليرا في مناطقه، فضلاً عن وفاة 49 شخصاً بسبب المرض، بحسب بيانات وزارة الصحة التابعة للنظام.

Read Previous

أرقام كارثية وصلت إليها الاحتياجات الإنسانية في سوريا، فهل من مستجيب؟

Read Next

انتهازية الأسد تتفاقم مع محاولاته استغلال كارثة الزلزال دبلوماسياً

Leave a Reply

Most Popular