درعا -خاص -نادر دبو
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، مساء الأحد، سلسلة غارات جوية على مدينة درعا، في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة، حيث استهدفت ضربات جوية اللواء 132 التابع للنظام المخلوع في وسط المدينة. الهجوم أدى إلى دمار واسع في الموقع واشتعال النيران داخله، كما استهدفت إحدى الضربات مستودع ذخيرة، ما أسفر عن انفجارات استمرت لساعات.
وفي سياق متصل، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساكن الضباط في ضاحية درعا بالقرب من اللواء 132 بثلاث غارات، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وهم: مهند أكراد، قصي بلبوش، وزيدان الديري.
وفي تصريح لمراسل “سيريا مونيتور”، قال مدير صحة درعا، الدكتور زياد المحاميد، إن الغارات أسفرت عن إصابة 43 شخصًا، بعضهم في حالات حرجة، ومن بينهم امرأة وعدد من عناصر الأمن العام. وأوضح المحاميد أن الكوادر الطبية في مستشفى درعا الوطني تعمل بأقصى طاقتها رغم النقص الحاد في المعدات الطبية والأدوية، مشيرًا إلى أن المستشفى يواجه تحديات كبيرة في التعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين، داعيًا إلى تقديم دعم عاجل للقطاع الصحي في المدينة.
وفي حديث لمراسل “سيريا مونيتور”، روى أيمن أكراد، أحد الجرحى الذين أصيبوا في القصف، قائلاً: “كنا قاعدين بعد الإفطار بالبيت، وفجأة سمعنا انفجارًا هائلًا من جهة اللواء 132. بعد شوي جابونا خبر من الدفاع المدني إنه لازم نترك البيت بسرعة. وإحنا عم نطلع، فجأة إجت الطيارة وضربت المساكن، وما عاد عرفنا وين صرنا. شفت ناس مرمية بالأرض، وما وعيت إلا بعد ساعة وأنا بالمشفى.”
أما أحمد المسالمة، أحد سكان الحي المستهدف، فقد تحدث قائلاً: “سمعنا صوت الانفجارات وركضنا لنشوف شو اللي صار. كانت النيران عم تشتعل باللواء 132، والناس كانت تحكي إنه في جرحى جوّا. كم شاب حاولوا يدخلوا لإنقاذهم، لكن قبل ما يطلعوا، إجت ضربة تانية على بعد 20 متر منهم، وكل اللي دخلوا جرحوا. ما قدر حدا يرجع يدخل بعدها خوفًا من غارات تانية. فرق الدفاع المدني ما وصلت إلا بعد نص ساعة، وبلشت بإخلاء المصابين.”
وأضاف المسالمة: “لو الناس استنت شوي قبل ما يطلعوا، كان ممكن العدد يكون أقل. الطيارات ما كانت طالعة، والناس حاولوا يساعدوا قبل ما الطائرات تترك المكان، وهذا كان خطر عليهم وزاد من عدد الجرحى.”
وفي تصعيد آخر، شنت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 30 غارة جوية على مدينة إزرع بريف درعا الأوسط، مستهدفة اللواء 12 والفوج 175 في محيط المدينة. الهجوم أسفر عن سلسلة انفجارات نتيجة قصف مستودعات الذخيرة التابعة للنظام المخلوع.
يُذكر أن هذه الغارات تأتي بعد يومين من استهداف مماثل لمحيط مدينة إزرع، حيث تعرضت المنطقة لأكثر من 22 غارة جوية. هذه الهجمات تأتي في إطار التصعيد الإسرائيلي المستمر في الجنوب السوري، وسط التوترات المتزايدة في المنطقة.وسوم للمقالة عربي وانكليزي مع فواصل