سيريا مونيتور..
حثت وزارة الخارجية الفرنسية المجلس الوطني الكردي على اتخاذ خطوات عاجلة للتوصل إلى اتفاق مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بهدف تشكيل وفد كردي مشترك للتفاوض مع الإدارة السورية الجديدة. جاء ذلك خلال اجتماع عقده ممثل وزارة الخارجية الفرنسية، ريمي داروين، مع الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي في مدينة القامشلي يوم امس الأحد.
اجتماعات مكثفة لدعم التقارب الكردي
التقى المبعوث الفرنسي، يوم السبت، مع زعيم قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قبل اجتماعه بممثلي المجلس الوطني الكردي. وخلال اللقاء، شدد داروين على ضرورة توحيد الرؤية السياسية بين الأطراف الكردية، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل عاملاً أساسياً لضمان حقوق الأكراد والمساهمة في استقرار مناطقهم.
كما أشار المسؤول الفرنسي إلى أن التحالف الدولي يدعم بشكل كامل جهود التوافق بين المجلس الوطني الكردي و”قسد”، مبرزاً أهمية التعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية لتحقيق ذلك.
اجتماع مرتقب برعاية دولية
كشف مصدر مقرب من “قسد” عن لقاء قريب سيجمع مظلوم عبدي والمجلس الوطني الكردي بحضور مبعوث الخارجية الأميركية لشمال وشرق سوريا. ووفقاً للمصدر، فإن هناك اهتماماً أميركياً وأوروبياً كبيراً بتقريب وجهات النظر بين المجلس الوطني الكردي وقوات سوريا الديمقراطية، برعاية من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى.
جهود إقليمية ودولية لتحقيق التوافق
أشار المصدر إلى أن اللقاء الأخير بين مسعود بارزاني، الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق، ومظلوم عبدي تم برعاية أميركية وفرنسية وبريطانية. وأكد أن هذه الجهود تصب في إطار تشكيل وفد كردي مشترك للتفاوض مع الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، بهدف التوصل إلى تفاهمات تضمن حقوق الأكراد وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
كما لفت إلى أن الدول الغربية قدمت ضمانات لتركيا بإنهاء وجود عناصر حزب العمال الكردستاني (PKK) على حدودها الجنوبية، وذلك لمعالجة المخاوف الأمنية التركية.
ملفات شائكة على طاولة التفاوض
في السياق ذاته، نقلت مصادر دبلوماسية عن مفاوضات معقدة تجري بين الولايات المتحدة وتركيا وسوريا بشأن مستقبل القوات الكردية في شمال شرقي سوريا. وتشمل المفاوضات ملفات شائكة، منها دمج مقاتلي “قسد” ضمن الإطار الأمني السوري، وإدارة المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية، بما فيها حقول النفط، بالإضافة إلى ملف السجون التي تضم مقاتلي تنظيم “داعش”.
أكد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في لقاء متلفز، أن الوزارة لن تقبل بأي اقتراحات لضم الفصائل ضمن تشكيلات خاصة، مشدداً على أن وزارة الدفاع السورية مؤسسة موحدة ولا مكان فيها لأي كيانات مستقلة، بما في ذلك فكرة إنشاء “فيلق كردي” ضمن الجيش.
وكشف مظلوم عبدي عن لقاء إيجابي جمع بين قيادات “قسد” والإدارة السورية الجديدة نهاية ديسمبر الماضي، مؤكداً رفض أي مشاريع تقسيم تهدد وحدة البلاد، والتوصل إلى اتفاق مبدئي حول وحدة وسلامة الأراضي السورية.
من المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة عقد أول لقاء بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) منذ تعثر المفاوضات الكردية أواخر عام 2020، وسط تفاؤل دولي بإمكانية التوصل إلى اتفاق شامل يعزز حقوق الأكراد ويسهم في استقرار المنطقة.