سيريا مونيتور – دمشق
رحبت فرنسا بالتعاون الإيجابي القائم بين السلطات السورية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، معتبرة أن التقدم المحرز في هذا الملف يجب أن يترجم إلى إجراءات عملية تضمن إنهاء هذا الإرث بشكل نهائي.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية، وجهت باريس شكرها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على جهودها المستمرة لأكثر من عقد، مؤكدة أهمية العمل الذي تقوم به لكشف تفاصيل البرنامج الكيميائي للنظام السابق في سوريا، ومسؤوليته عن الهجمات التي استهدفت المدنيين السوريين.
وشدد البيان على أن التقدم الحالي في هذا الملف يعد خطوة إيجابية، لكنه بحاجة إلى ترجمة فعلية على أرض الواقع. وأكدت فرنسا التزامها بتسهيل التعاون بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والسلطات السورية الجديدة، مشيرة إلى تقديمها مساهمة مالية قدرها مليون يورو خلال عام 2024 لدعم عمليات المنظمة في إزالة المخزون المتبقي من الأسلحة الكيميائية في سوريا.
واعتبر البيان أن سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، يشكل فرصة تاريخية للقضاء على الأسلحة الكيميائية بشكل نهائي، مشيدًا بالتعاون الإيجابي من قبل الحكومة السورية الجديدة، التي تبدي التزامًا واضحًا بإنهاء هذا الملف رغم التحديات التي تواجهها في مجالات أخرى.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال كلمته في الدورة 108 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، أن سوريا عازمة على التخلص بشكل كامل وسريع من أي مخزون متبقٍ من الأسلحة الكيميائية التي ورثتها عن النظام السابق.
وأشار الشيباني إلى أن الحكومة السورية ملتزمة بتحقيق هذا الهدف وفق المعايير الدولية، لكنه شدد على الحاجة إلى دعم المجتمع الدولي من خلال تقديم المساعدة الفنية واللوجستية، وتوفير الخبرات اللازمة لإنجاز هذه العملية بنجاح. وأضاف أن التزامات سوريا في هذا الملف نابعة من رغبتها في بناء مستقبل قائم على الشفافية والتعاون الدولي.
وأكد وزير الخارجية السوري أن الحكومة الحالية تعمل على إعادة بناء سوريا الجديدة، بعيدًا عن سياسات النظام السابق، من خلال الالتزام بالعدالة والتعاون الدولي لضمان إنهاء ملف الأسلحة الكيميائية بشكل كامل، بما يعزز مكانة سوريا كدولة مسؤولة تحترم القوانين والمعايير الدولية.
