نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تقريراً سلّطت فيه الضوء على التصعيد العسكري للنظام في محافظة درعا، مشيرة إلى أن “فشل المصالحة يؤكد زيف مزاعم الأسد بالسلام في البلاد”، وأكدت على أن محافظة درعا “في تحد مستمر وعلني ضد نظام الأسد”.
وقالت المجلة إن المصالحات والترتيبات الأمنية التي عقدت بين أهالي درعا ونظام الأسد بضمانة روسية، كانت فريدة من نوعها حيث منحت قوات المعارضة درجة من الحكم الذاتي الإقليمي تحت إشراف روسي اسمي لم تشهده في المناطق الأخرى التي كانت تسيطر عليها المعارضة سابقاً.
وأشارت إلى أن هذا الاتفاق كان دائماً اقتراحاً غير مستدام، سواء بالنسبة للنظام أو المعارضة، وهو اقتراح محكوم عليه أيضاً بالتجاهل القاسي للحياة البشرية الذي أظهره الضامنون في موسكو.
وأضافت “فورين بوليسي” أن الوضع في المنطقة معقد بسبب طموحات إيران الإقليمية، لا سيما رغبتها في إنشاء قوة عسكرية قرب إسرائيل، ما قد يرفع التوترات بين القوات المدعومة من إيران وروسيا، بينما يتنافسان على النفوذ في درعا.
وأشارت إلى أن محافظة درعا، على عكس المحافظات السابقة الأخرى التي سيطرت عليها قوات النظام، “ما زالت في تحد مستمر للنظام بشكل علني، وهو ما ظهر خلال الانتخابات الرئاسية الصورية الأخيرة، حيث كانت درعا في حالة ثورة عامة رافضة شرعية النظام وقاطعت العملية”.
وأوضحت أنه على الرغم من مضي ثلاث سنوات على اتفاق المصالحة، لم يتم الوفاء بالوعود الرئيسية التي قدمها النظام فيما يتعلق بالخدمات العامة، مما أدى إلى مزيد من الانشقاق والعداء بين أجهزة النظام الأمنية وسكان المنطقة.
وأكدت “فورين بوليسي” على أن نظام الأسد “لا يمكنه التسامح مع مثل هذه المعارضة العلنية في دولة الأسد البوليسية الاستبدادية”، حيث رد بشن هجوم عسكري جديد على المحافظة نهاية شهر حزيران الماضي، وفرض حصاراً على حي درعا البلد، ما يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.
وأضافت أنه “لا تزال الديكتاتورية تلعب اللعبة الطويلة في سوريا، فهي تأمل في القتل والقصف والحصار وقمع طريقها إلى الشرعية، من خلال التركيز على كسب الصراع العسكري، بمساعدة حلفائها في طهران وموسكو، وعدم القيام بأي شيء لمعالجة الظروف التي أدت إلى الثورة السورية”.
واعتبرت أن محاولات النظام لإعادة روايته “الحرب على الإرهاب” في تبرير حربه الوحشية ضد شعبه، قد أحبطتها درعا، التي حافظت على تكوينها العلماني والديمقراطي.