سيريا مونيتور -دمشق
في مشهد تاريخي مهيب، تتزين ساحات سوريا اليوم بأعلام الثورة، حيث يروي العلم السوري قصة شعبٍ لم يعرف الاستسلام، من مظاهرات الحرية الأولى إلى لحظات الانتصار التي يعيشها الآن. في الذكرى الرابعة عشرة لانطلاق الثورة السورية، تخرج الحشود الشعبية في مختلف المدن والساحات، لتجسد صموداً استمر لأكثر من عقد من الزمن، وتؤكد أن التضحيات لم تذهب سدى.
إدلب.. حكاية الصبر والصمود
في إدلب، المدينة التي احتضنت الثورة طوال سنواتها العصيبة، يجتمع الأهالي ليكتبوا فصلاً جديداً من تاريخهم، حيث تملأ الهتافات ميادينها، تعبيراً عن الفرحة بالنصر الذي تحقق بعد سنوات من الصبر والمعاناة. وبينما ترفرف الأعلام، يحتضن الأهالي بعضهم البعض، مستذكرين التضحيات التي أوصلتهم إلى هذه اللحظة المنتظرة.
ساحة السبع بحرات.. فرحة النصر تتجسد بين المدنيين والجيش
في ساحة السبع بحرات بإدلب، يقف رجال الجيش العربي السوري جنباً إلى جنب مع الأهالي، يحتفلون بفرحة النصر الذي تحقق بفضل تضحيات الأبطال وصمود المدنيين. إنها لحظة تعكس وحدة الشعب مع جيشه، حيث تتعانق الهتافات والتكبيرات مع مشاهد الفرح والاحتفالات، في تأكيد على أن الثورة لم تكن مجرد نضال ضد الاستبداد، بل كانت مشروعاً لتحرير الوطن وإعادة بناء سوريا جديدة.
أطفال إدلب.. رسائل الأمل ترسمها براءة الطفولة
وسط مشاهد الاحتفالات، لا تغيب فرحة الأطفال، الذين يُزيّنون الشوارع برسوماتهم وألوانهم، معبّرين عن الأمل الذي أثمر نصراً بعد أربعة عشر عاماً من التحدي. يحملون أعلام الثورة بأيديهم الصغيرة، وكأنهم يخطّون مستقبل سوريا الحرة بألوان الفرح، ليكونوا الجيل الذي يكمل المسيرة ويحافظ على مكتسبات هذا النصر.
من ميادين الثورة إلى ساحات الانتصار
اليوم، وبعد أعوامٍ من الكفاح والتضحيات، تحتفل سوريا بذكرى ثورتها بروحٍ مختلفة، حيث لم تعد الساحات مسرحاً للمطالبة بالحرية فحسب، بل باتت ميادين انتصارٍ تروي حكاية إرادة لم تنكسر. وبينما يردد السوريون نشيدهم الثوري، يؤكدون أن الطريق لم يكن سهلاً، لكنهم وصلوا أخيراً إلى سوريا التي حلموا بها، سوريا الحرية والكرامة والمستقبل الواعد.
