في خضم المنافسة الشرسة بين مزودي خدمات الاتصالات، أعلنت شركة نوكيا المصنعة للمعدات الإلكترونية عن فوزها بصفقة لتثبيت أول شبكة خلوية على سطح القمر لفائدة وكالة “ناسا”.
فازت شركة “نوكيا” بصفقة مشروع تطوير أول شبكة اتصالات هاتفية محمولة يمكن تشغيلها على القمر، في إطار مشروع تعمل عليه وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لإقامة قاعدة بشرية دائمة، حسب ما أعلنته المجموعة الفنلندية عبر موقعها الرسمي.
ويندرج المشروع الجديد ضمن خطة وكالة الفضاء الأمريكية لتأسيس وجود بشري طويل الأمد على سطح القمر بحلول عام 2030.
وأوضحت “نوكيا” في بيانها أن شبكة الاتصالات من الجيل الرابع الجديدة ستكون “أول شبكة اتصالات خلوية على القمر”، وستتسم بـ”قدرة دمج فائقة وتوفير للطاقة وقدرة على مقاومة الظروف الفضائية”.
وأشارت المجموعة الفنلندية إلى أنها ستنشر الشبكة على سطح القمر اعتبارا من نهاية 2022، عن طريق مركبة الهبوط القمرية التي تعمل على تطويرها شركة “إنتويتيف ماشينز” الأميركية. وأكدت “ناسا” لوكالة فرانس برس أن هذا المشروع سيفضي إلى إقامة أول شبكة اتصالات خلوية على القمر الذي وطأ البشر سطحه آخر مرة سنة 1972.
ومن شأن الشبكة التي ستعمل تلقائيا مع النزول على القمر، أن توفر اتصالا لاسلكيا يغطي “أي نشاط يقوم به رواد الفضاء، ما يتيح التواصل المتبادل عبر الصوت والفيديو، فضلا عن عمليات قياس عن بعد وتبادل البيانات البيومترية، وأيضا نشر الروبوتات وتشغيلها”، وفق المجموعة الفنلندية.
كما أوضح بلاغ شركة نوكيا، أن الجيل الرابع الجديد سيوفر اتصالات على سطح القمر “لمسافات أكبر وبسرعة أعلى وطريقة موثوقة أكثر مقارنة مع المعايير الحالية”، كما ستتم ترقية شبكة G4 في النهاية إلى G5. ومن المقرر أن يطأ رائدا فضاء أميركيان، بينهما امرأة، سطح القمر سنة 2024 في إطار مهمة “أرتيميس 3″، كما تسعى “ناسا” إلى إقامة قاعدة دائمة في مقدمة لمهمة محتملة نحو المريخ.
وقد فازت “نوكيا” عبر فرعها الأميركي بالعقد البالغة قيمته 14,1 مليون دولار، في إطار سلسلة عقود كشفت عنها “ناسا” الجمعة الماضية. وذكرت نوكيا في بلاغ على موقعها الرسمي أنه لأجل تحقيق هدفها لعام 2028 ببناء قاعدة قمرية والحفاظ على وجود بشري على القمر، منحت ناسا 370 مليون دولار لأكثر من اثنتي عشرة شركة لنشر التكنولوجيا على سطح القمر. وتشمل هذه الابتكارات توليد الطاقة عن بعد ، والتجميد المبرد ، والروبوتات ، والهبوط الآمن ومشروع الـ 4G.
وقال جون أوليفر عن الشركة في بلاغها الرسمي، أنه “من المحتمل أن يعمل G4 بشكل أفضل على القمر مما هو عليه في الأرض، إذ لن يحتوي القمر على أي أشجار أو مباني أو إشارات تلفزيونية للتداخل مع الإشارة”. مبرزا أنه “سيتم تصميم الشبكة الخلوية للقمر خصيصًا لتحمل خصوصيات سطحه: درجة الحرارة الشديدة والإشعاع وفراغ الفضاء”، حسب قوله.
م.ب