انتقد مظلوم عبدي القائد العام لميليشيا “قسد” أمريكا والتحالف الدولي لعدم وقوفهم في وجه تركيا وإيقاف هجماتها في المنطقة، معتبراً أن أمريكا “غلبت مصلحتها”.
وقال عبدي في مقابلة مع وكالة أنباء هاوار “الكردية” إنه “كان هناك اتفاقيات مع روسيا وأمريكا خلال الهجمات التركية على المنطقة، إلا أن هذه الدول لم تقم بما يترتب عليها”، مطالبا إياها بالقيام بواجباتها باعتبارها الضامنة لهذه الاتفاقيات.
وأضاف أن “أمريكا كانت الدولة الضامنة، والوسيط لتنفيذ الاتفاق، لكنها لم تتحرك وفق مسؤولياتها، وكان يجب أن يكون هناك موقف جاد لأمريكا والتحالف الدولي ضدها، ولكنهم لم يفعلوا، وبالنتيجة هم اتخذوا من مصالحهم أساسا لمواقفهم، فبدلًا من القيام بما يترتب عليهم، سحبوا قواتهم من المنطقة”.
واعتبر عبدي أن “على أمريكا أن تكون حازمة حيال قرارها، وأن تسد الطريق أمام هذه الهجمات، كان يجب أن يكون هناك قرار جدي حيال هذا الموضوع، وكما قلت هم فضلوا مصالح أنظمتهم”.
ويأتي حديث عبدي بعد ساعات من تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإمكانية استئناف العملية العسكرية ضد “قسد” في شرق الفرات.
وقال أردوغان في خطاب له أمس إن “المناطق التي تحوي إرهابيين في سوريا، إما أن يتم تطهيرها كما وعدنا، أو نذهب ونفعل ذلك بأنفسنا”.
وكانت تركيا أطلقت عملية عسكرية بمشاركة “الجيش الوطني” السوري تحت مسمى “نبع السلام” في تشرين الأول العام الماضي، ضد ميليشيا “قسد” بهدف إقامة منطقة آمنة.
وسيطرت القوات التركية على مساحة تقدر بطول 145 كيلومترًا وعمق 30 كيلومترًا، بحسب تصريح سابق لوزير الدفاع التركي خلوصي آكار، قبل أن تعلق أنقرة العملية العسكرية بعد توصلها مع واشنطن إلى اتفاقية تقضي بانسحاب ميليشيا “قسد” من المنطقة.
وتبع ذلك اتفاق مماثل مع روسيا في مدينة سوتشي في 22 من الشهر نفسه، نص على إجبار “قسد” على الانسحاب من المنطقة.
إلا أن “قسد” حتى اليوم لم تنسحب من الحدود التركية، في ظل تعزيز تحصيناتها العسكرية عبر حفر الأنفاق وحشود عسكرية.
لكن قائد ميليشيا “قسد” اعتبر أن أمريكا وروسيا لم تقوما بمسؤولياتهما حيال اتفاقي سوتشي واسطنبول، قائلاً إن “مواقف الدولتين يبقى فقط في نطاق المقترحات، ولكن في الحقيقة على تلك الدول إبداء مواقف قوية وجدية، وأن تتوج هذه المواقف إلى أعمال”.
وحول إمكانية شن تركيا عملية عسكرية في المنطقة، اعتبر عبدي أن “الدولة التركية ليس بوسعها فعل ما يروق لها في هذه المنطقة، لأن موازين المنطقة لا تسمح بهذا من جهة، ومن جهة أخرى تحضيراتنا الدبلوماسية والعسكرية والسياسية، لا تسمح لها بهذا أيضًا.
وأشار إلى أنه “في حال طُرح سؤال هل ستشن الدولة التركية من جديد الهجمات على المنطقة؟، فهي ستحاول شن الهجمات إذا سنحت لها الفرصة، ولكن ليس بهذه السهولة”.