قسد تُخلي حي البانوراما في الرقة بالقوة وتحوله إلى ثكنة عسكرية

سيريا مونيتور ـ إياس المحمد

بدأت قسد بتنفيذ عملية إخلاء قسري بحق سكان حي البانوراما الواقع جنوب مركز مدينة الرقة، في خطوة تهدف إلى تحويل الحي إلى قاعدة عسكرية مغلقة، وسط استياء واسع في صفوف الأهالي الذين تعرّض بعضهم للضرب والتهديد بالاعتقال في حال رفض المغادرة.

وفق مصادر خاصة لـ”سيريا مونيتور”، شنت قسد حملة أمنية مكثفة، مدعومة بعشرات المدرعات العسكرية، على الحي وتحديدًا في محيط جامع زين العابدين. وخلال الحملة، اقتحمت العناصر عددًا كبيرًا من المنازل دون إنذار مسبق، وأجبرت العائلات على مغادرتها بشكل فوري خلال 30 دقيقة، دون السماح لهم بحمل ممتلكاتهم أو تقديم أي تعويض.

شاهد عيان من داخل الحي قال:

“دخلوا فجأة، طرقوا الأبواب بقوة، وصاحوا: عندكم نص ساعة وتغادروا. لما قلنا ما معنا مكان نروح عليه، قالوا لنا نروح على المخيم أو نُعتقل!”

في تحرك موازٍ لعملية الإخلاء، باشرت قسد بإنشاء جدار إسمنتي ضخم حول الحي، ويحيط بكامل المنطقة السكنية التي باتت مغلقة تمامًا أمام السكان. كما منعت أي شخص من الدخول أو الخروج، باستثناء الفرق الهندسية التي تواصل العمل ليلاً ونهارًا على استكمال بناء الجدار وتحصين الموقع، في خطوة تُحول الحي فعليًا إلى ثكنة عسكرية مغلقة.

وتعتبر منطقة البانوراما من أبرز المواقع الحيوية في المدينة، نظرًا لقربها من الجسر الجديد والذي يُعد أحد المداخل الرئيسية إلى المدينة من الجهة الجنوبية الغربية.

الصور من صفحة الرقة تذبح بصمت

300 عائلة مهددة بالتهجير القسري

تشير التقديرات إلى أن العملية ستؤدي إلى تهجير قرابة 300 عائلة، معظمهم من سكان مساكن الإسكان المعروفة في الرقة، وهي أبنية سكنية مملوكة بموجب “طابو أخضر” رسمي.

وقد تم بالفعل تهجير العشرات من العائلات خلال اليومين الماضيين، في ظل صمت رسمي، ووسط غياب أي خطط لإيواء المتضررين أو تعويضهم.

حيث برّرت قسد هذه الخطوة بالقول إنها “في حالة حرب” وتحتاج إلى مواقع استراتيجية لتأمين مناطقها، وأنها تملك الحق في “إعادة تنظيم الأحياء ذات الأهمية الأمنية”.
لكن هذه التصريحات لاقت رفضًا واسعًا من السكان والحقوقيين، الذين اعتبروا ما يجري بمثابة استيلاء بالقوة على ممتلكات المدنيين، بأساليب تتناقض مع القانون وحقوق الإنسان.

وقال الناشط الحقوقي (عمار الحاج حسين)  من مدينة الرقة :

“ما يجري هو تهجير قسري واستيلاء غير شرعي على أملاك المواطنين. لا توجد أي حالة طارئة أو قانونية تبرر طرد الناس من بيوتهم بهذه الطريقة”.

رغم فداحة الانتهاكات، لم يصدر حتى الآن أي تعليق من بعثة الأمم المتحدة في سوريا أو القوى الدولية الداعمة لقسد، أو أي رد فعل من الحكومة السورية في دمشق،  وسط تخوّف شعبي من تكرار هذه الممارسات في أحياء أخرى مثل حي التأمينات وحي الرومانية.

أحد الأهالي المهجرين اختتم بقوله:

“نحن ضحايا صراع لا ناقة لنا فيه ولا جمل. اليوم خرجنا من بيوتنا بملابسنا فقط، لا نعرف أين نذهب، ولا من سينصفنا، عاد سيناريوا التهجير واللجوء ، وكل ذلك لا نستيطع التفوه بكلمة ، أين الحكومة السورية ؟! ألا ترى الرقة ؟! .”

Read Previous

تسهيلاً للإجراءات.. إعفاء مشتري العقارات من إيداع 50% من ثمن العقار في البنك المركزي

Read Next

تحركات إسرائيلية جديدة قرب طرنجة والجيش يحوّل منزلًا غير مأهول إلى نقطة عسكرية

Most Popular