سيريا مونيتور -دمشق
في تحول لافت عن مواقفها السابقة، دعت كتائب حزب الله العراقية إلى فتح جزئي للحدود بين العراق وسوريا، بعد سنوات من التشدد إزاء أي تقارب مع النظام السوري عقب سقوطه.
وجاء هذا الموقف عقب اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في العاصمة القطرية الدوحة، والذي انعكس بشكل واضح على الخطاب السياسي العراقي تجاه دمشق. وكانت الفصائل العراقية المقرّبة من إيران، مثل كتائب حزب الله، من أبرز المعارضين لأي انفتاح تجاه الحكومة الانتقالية في سوريا، أو مشاركة الشرع في الفعاليات الإقليمية مثل قمة بغداد.
وفي بيان صدر السبت، أعلن أبو علي العسكري، المسؤول الأمني في كتائب حزب الله، دعمه لفتح جزئي للحدود مع سوريا، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار دعم الاستقرار والتكامل الاقتصادي بين البلدين. بالتوازي، أكدت مصادر حكومية عراقية أن بغداد تدرس إعادة فتح معبر القائم الحدودي، الذي أُغلق بعد سقوط نظام الأسد، لاستخدامه في عمليات التبادل التجاري.
العراق كان قد اتخذ إجراءات صارمة بعد انهيار النظام السابق في دمشق لتأمين حدوده الغربية، من بينها نشر قوات إضافية وإغلاق المعابر الحيوية مثل القائم، والذي لم يُفتح إلا في حالات إنسانية محدودة.
الاتصالات بين القيادتين العراقية والسورية شهدت زخماً جديداً هذا الشهر، حيث بحث السوداني والشرع سبل تعزيز التعاون الأمني، خصوصاً في ملف ضبط الحدود ومكافحة تهريب المخدرات. ويأتي هذا التوجه الجديد قبيل استضافة العراق للقمة العربية منتصف أيار/مايو، وبعد زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد في مارس الماضي، حيث أكد رغبة بلاده في تطوير العلاقات التجارية مع العراق.
في سياق موازٍ، طالب العسكري الحكومة العراقية بتوضيح آليات جدولة انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، مشدداً على أن تجاهل هذا الملف سيحوّل الاتفاقات الثنائية إلى “حبر على ورق”. كما أدان ما وصفه بـ”الجرائم الأمريكية” في اليمن، منتقداً الدعم الأمريكي اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي، ومحذراً من أن هذه السياسات ستقود واشنطن وحلفاءها إلى “دفع ثمن باهظ في المستقبل القريب”.