سيريا مونيتور – نادر دبو
في خطوة جديدة لتحسين أوضاع العائلات المهجرة من محافظة السويداء، وصلت اليوم كرفانات حديثة إلى عدد من مراكز الإيواء في ريف درعا الشرقي، وذلك بدعم من وزارة الطوارئ والكوارث وتنفيذ منظمة Action for Humanity، وبتمويل مقدم من الجانب التركي.
وأفاد مراسل سيريا مونيتور أن هذه الكرفانات تم توزيعها على مراكز الإيواء الواقعة في مدن وبلدات الحراك، المليحة الشرقية، السهوة، غصم، والمسيفرة، والتي تؤوي مئات العائلات النازحة منذ أسابيع بسبب التوترات الأمنية في السويداء.
وتتميز الكرفانات الجديدة بتجهيزاتها الكاملة، حيث تحتوي على المرافق الصحية الأساسية، كما أنها معزولة حراريًا لتوفر حماية من حرارة الصيف وبرودة الشتاء، ما يسهم في تحسين ظروف الإقامة المؤقتة للعائلات المتضررة، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن.
وقال أحد المشرفين المحليين على عملية التوزيع لمراسل سيريا مونيتور: “هذه المبادرة جاءت نتيجة تنسيق مستمر بين عدة جهات إنسانية وحكومية، بهدف الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للنازحين، وتأمين حدٍّ أدنى من الكرامة والراحة في ظل هذه الظروف الصعبة”.
من جهتهم، عبّر عدد من الأهالي القاطنين في مراكز الإيواء عن ارتياحهم لوصول هذه الوحدات السكنية المؤقتة، حيث قال أبو خالد، أحد النازحين من مدينة شهبا: “كنا نقيم في صفوف مدرسية مزدحمة، واليوم أصبح لدينا مساحة خاصة نأوي فيها أطفالنا ونشعر بقدر من الخصوصية”.
وأضافت أم عماد، نازحة أخرى من ريف السويداء الغربي: “نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لتحسين الوضع بشكل عام، خاصة مع قدوم الشتاء، حيث يشكل البرد تحديًا كبيرًا للعائلات التي فقدت منازلها”.
يُشار إلى أن موجات النزوح من محافظة السويداء نحو ريف درعا الشرقي ازدادت في الأسابيع الأخيرة، على خلفية اشتباكات متقطعة وغياب الأمان في بعض المناطق، مما دفع مئات العائلات إلى البحث عن ملاذات آمنة في المناطق المجاورة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن خطة أوسع تعمل عليها جهات دولية ومحلية لدعم جهود الاستقرار وتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة، خصوصًا في المناطق التي تشهد اكتظاظًا بالنازحين وافتقارًا للبنية التحتية المناسبة.
وأكد مصدر في منظمة Action for Humanity أن “العمل مستمر لتقديم المزيد من الدعم، سواء من خلال توزيع كرفانات إضافية أو من خلال تحسين الخدمات الصحية والتعليمية في مراكز الإيواء، بالتنسيق مع المجتمع المحلي”.
وتعكس هذه الخطوة جانبًا من الجهود المتواصلة لتخفيف العبء عن المناطق المستضيفة وتقديم يد العون للأسر التي وجدت نفسها مضطرة لترك منازلها تحت ظروف قهرية، بانتظار حلول أكثر استدامة تعيد لها الاستقرار والأمان.