درعا – سيريا مونيتور-نادر دبو
تستمر معاناة أهالي محافظة درعا مع أزمة الكهرباء الخانقة التي تفاقمت في الأشهر الأخيرة، رغم الوعود الحكومية المتكررة بتحسّن كبير في التغذية بعد وصول الغاز الأذري. وبينما تروج وزارة الكهرباء لبرامج تقنين جديدة وتحسّن مرتقب، لا يحصل السكان في الواقع إلا على نصف ساعة متقطعة كل خمس ساعات، في ظل أعطال بالجملة وانقطاعات تستمر أحيانًا لأيام.
تصريحات رسمية لا تنعكس على الواقع
قبل أيام، أعلن محافظ حلب عزام غريب عبر صفحته في فيسبوك أن الكهرباء ستشهد تحسناً تدريجياً، متحدثاً عن:
عودة محطة النيرب للعمل باستطاعة 30 ميغا واط.
تشغيل متوقع بواقع 6 ساعات تغذية مقابل 18 ساعة تقنين كمرحلة أولى.
إصلاحات متقدمة في شبكة الغاز الداخلية.
إصدار جداول تقنين واضحة لكل منطقة قريبًا.
كما أكد المحافظ أن “الوعود ستتحول إلى نتائج ملموسة، لا إلى شعارات”.
لكن الواقع في درعا بعيد تماماً عن هذه الصورة، إذ ما يزال التيار الكهربائي شبه غائب عن المنازل، فيما يتحدث الأهالي عن وعود سابقة بتأمين 10 ساعات وصل يومياً بعد وصول الغاز الأذري، لم يتحقق منها شيء.
شبكة منهارة وكوادر غائبة
مسؤول في كهرباء درعا أوضح لـ”سيريا مونيتور” أن الوضع في المحافظة “لا يُحسد عليه”، لافتاً إلى أن الشبكات متضررة إلى حد كبير بسبب سنوات الحرب والإهمال، مع غياب الصيانة الدورية. وأضاف أن معظم الفنيين تركوا عملهم نتيجة تدني الأجور، ما جعل معالجة الأعطال أمراً بالغ الصعوبة.
استياء شعبي متزايد
الأهالي بدورهم أعربوا عن غضبهم من غياب أي تحرك جدي من وزارة الكهرباء. أحد سكان المدينة قال: “لا جداول تقنين ولا برامج واضحة، الكهرباء مقطوعة بشكل شبه كامل، وإذا جاءت فهي نصف ساعة لا تكفي حتى لتشغيل الغسالة أو شحن البطارية”.
وعود مؤجلة ومعاناة مستمرة
وبينما يترقب السكان أي تغيير فعلي في التغذية الكهربائية، تبدو الأزمة مرشحة للاستمرار، وسط غياب خطط عاجلة لإصلاح الشبكات المتهالكة أو تحسين الخدمة، ما يجعل الكهرباء في درعا واحدة من أبرز أوجه المعاناة اليومية للسكان في ظل الظروف الاقتصادية المتردية.