“من كان يصدق في الأيام التي تلت أحداث السابع من أكتوبر، أنه بعد أقل من عام ونصف من الحرب سننحني أمام حماس ونستسلم لها ونسلمها ما أرادت، لتعيد إلينا جزءاً مما أخذته منا بالقوة والعنف!”. هذا ما قاله هليل بيتون روزين المراسل العسكري الإسرائيلي للقناة 14 الإسرائيلية اليمينية المقربة من نتنياهو – والتي لطالما دافعت عنه وتبنت سياساته حتى تحولت إلى بوقه له- خلال تعليقه على قرار التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وعبّرت الصحافة الإسرائيلية وأبرز كتابها ومعلقيها عن حالة من الغضب والإحباط وتوجيه النقد شديد اللهجة لحكومة نتنياهو، وتحميلها مسؤولية مقتل عشرات الأسرى والجنود الإسرائيليين بسبب تعنتها في قبول الصفقات التي كانت معروضة عليها سابقاً، والتي وافقت الآن على نفس بنودها مع أفضلية لحماس على “إسرائيل”. ووصف كتاب ومحللون إسرائيليون الصفقة بالهزيمة الكبيرة والإذعان لحماس وهدر لكل “منجزات الحرب” منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفيما يلي نستعرض أبرز ما جاء في الصحف ووسائل الإعلام العبرية وتعليق المحللين الإسرائيليين على الصفقة التي ستدخل حيز التنفيذ صباح الأحد 19 يناير 2025 وستشمل تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وعودة النازحين لمناطقهم بالإضافة إلى أدخل مئات الشاحنات من المساعدات يومياً إلى القطاع المحاصر.
“الإخفاق الأكبر في تاريخ إسرائيل”
- يقول عوديد شالوم الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت إن “المخطوفين الذين سيتم إطلاق سراحهم على مراحل بدءاً من الأسبوع المقبل، كان بإمكانهم أن يكونوا في بيوتهم منذ أكثر من نصف عام. لكن كثير منهم انتهى بهم الأمر مقتولين.. هؤلاء كانوا ضحية الإخفاق الأكبر في تاريخ إسرائيل منذ إنشائها. إخفاق مُسجل بحروف سوداء كبيرة باسم هذه الحكومة ورئيسها وكل فرد فيها”.
- ويحمل شالوم مسؤولية الإخفاق لنتنياهو ويدعوا لمحاكمته، ويقول: “نتنياهو من خلال أبواقه في الكنيست والإعلام نجح في زعزعة ثقة الجمهور بنزاهة قضاة المحكمة العليا، مما يعيق تشكيل لجنة تحقيق في الإخفاق بالحرب، لكن يجب أن يدرك نتنياهو أن شريحة كبيرة من الجمهور الإسرائيلي لن تسمح له بالإفلات من المساءلة والمثول أمام لجنة تحقيق مستقلة. وحتى لو لم يحدث ذلك قريبًا، فإنه سيحدث في النهاية”.
- ويضيف الكاتب الإسرائيلي أن “الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، قال هذا الأسبوع إن هذه الصفقة هي نفسها الصفقة التي رفضها نتنياهو فيما مايو الماضي، فما الذي تغير الآن؟! الذي تغير أن نتنياهو أفشل الصفقة لدوافع شخصية تتعلق بالبقاء السياسي، وصريحات بن غفير الأخيرة تدعم هذا الإدعاء”.
- في النهاية، يقول شالوم إن “المجتمع الإسرائيلي بأسره دفع ثمناً لا يُحتمل في هذه المواجهة. وقد حان الوقت لنبدأ بالتعافي. لكن أمراً واحداً يجب أن لا يُنسى، وهو القيادة الخسيسة التي قادتنا إلى هذه الكارثة ورفضت بعد اندلاعها تحمل المسؤولية” على حد تعبيره.